نقل الجبل بإرثه العالي وإطلالته التي تحكي الشموخ، مهرجان السودة للعالمية كما أمتع الغيم ورذاذ المطر الزوارممن تقاطروا لمتابعته من داخل المملكة وخارجها. وكانت منطقة السودة قد تفردت بمزايا غير مسبوقة جعلتها «أيقونة الترفيه» فما بين مهرجانات للغناء إلى فعاليات للرسم إلى ساحات للتسوق إلى تجارب تراثية استثنائية تنقل الزوار لسقف الدهشة. وقال زوار إن المنطقة أكسبت مهرجانها زخمًا خاصًا، وجعلته الأكثر جمالًا وروعة، لافتين إلى الساحة الترفيهية التسويقية بمتنزه الملك عبدالعزيز بمركز السودة والتي تحتضن 32 فعالية على مساحة تزيد عن 30 ألف متر مربع مقدمة برامج منوعة تجذب كثيرا من الأسر والزوار. مزية حاصة وعن الجديد الذي ينعم به الزوار، قالت رغد العسيري إن النشاط مفتوح للجميع حيث يمكن للكل المشاركة فيه للتعلم عن تاريخ رجال الطيب باستخدام الصور، بالإضافة إلى العروض الحية لسبل صناعة الأشكال المختلفة لعصائب الورد «اللويات»، وأشهر أنواعها وأشكالها. كما سيحظى رواد المهرجان بفرصة تجربة صناعة عصائب الورد الخاصة بهم، بمساعدة سيدات مختصات من أهل المنطقة ليغادروا المهرجان حاملين أطواقهم التي تفوح برائحة الطيب. الطفل في المقدمة محمد السليم من الرياض قال: إن فعاليات مهرجان العام تستهدف الطفل والأسرة بشكل كبير حيث تقدم العديد من الشركات الوطنية والمؤسسات الفردية مشاركات على مسرح الطفل عبارة عن مسابقات تليماتش، والألعاب الحركية، والمواهب، ومسرح الدمى، فيما تتاح الفرصة للموهوبين من زوار المهرجان للرسم الحر الإبداعي على مساحة تزيد عن 5 آلاف متر، متوقعًا أن يشارك في تلك الفعالية أكثر من 10 آلاف مبدع. وشاركته امال منصور من جدة، أن المهرجان يضم العديد من الفعاليات الثقافية والتراثية والفنية، مثل «متحف ألمع» الذي تقوم فكرته على التعريف بالتاريخ والطبيعة والموروث الحضاري لمحافظة «رجال ألمع» وتقديمه للزائر بمواصفات عالمية تمزج بين التجربة والمعرفة، وأيضًا المتحف الرقمي المجهز بأحدث تقنيات العرض المرئي والمسموع الذي يقدم عروضًا مرئية عن التاريخ والطبيعة والموروث الحضاري لمنطقة «رجال ألمع». وأضافت أن المهرجان استجمع جمهورًا من جميع أنحاء العالم لاستكشاف الثقافة المحلية من خلال متحف حي يأخذ زواره في تجربة تفاعلية فريدة من نوعها. عروض فلكورية وقالت العسيري إن المهرجان سيقدم أمسيات شعرية وعروضًا فولكلورية محلية للفنون الشعبية في أجواء مفعمة بالحيوية وعبق التاريخ والتراث، بالإضافة إلى تقديم عروض الإسقاط الضوئي المجسم التي تقام لأول مرة على مباني قرية رُجال التراثية، والعروض الحية الجنوبية، إلى جانب السوق التراثي الذي ستقام فيه عدة ورش لإنتاج المشغولات والحرف اليدوية مباشرة أمام الزوار بالطريقة التراثية القديمة. وتشمل تلك الحرف صناعة السبح، ورسم القط العسيري، وصناعة الخناجر، وصياغة الفضة، والخياطة، ومنتجات السعف والمنسوجات إلى جانب ذلك، تتيح فعاليات «وادي الخليس» لسكان القرية عرض منتجاتهم وأعمالهم الحرفية للزوار. وعن وسائل الراحة للزوار قال أحمد الجهني أن مسؤولى المهرجان جهزوا 30 حافلة ترددية تنقل الزوار ذهابا وإيابا بين المواقف المخصصة وقرية رُجال التراثية لتسهيل تجربة الوصول لمقر الفعاليات. يذكر أن موسم السودة تم تنظيمه برعاية وزارة الثقافة وفق أهداف مشتركة تنطلق من مبدأ الحرص على تطوير وتنمية المواقع التراثية والثقافية، وإعادة تأهيلها لتصبح وجهات سياحية داخلية وعالمية. وكانت الوزارة قد حددت قطاع «المواقع الثقافية والأثرية» واحداً من القطاعات ال16 التي تدعمها في وثيقة رؤيتها وتوجهاتها. مؤكدين أن هذه الحافلات تقوم بنقل الزوار حفاظا على سلامتهم وأطفالهم مع مراعاة أولوية نقل النساء والأطفال وكبار السن والمعاقين، مبينا أنها تتواجد بكل مواقع الفعاليات لسرعة نقل الزوار.