تزخر محافظة العيص، التابعة لمنطقة المدينهالمنورة، باالعديد من المواقع الأثرية، مثل «قصر البنت» و»بئر هداج» و»الحميمات» و»قصر القصبه التاريخي» و»مسجد السنوسي» بقرية الفرع.. كما تحوي جبالها نقوشًا تعود للعصور الماضية، حيث أكد المرشد السياحي بمحافظة العيص والموثق لنقوش جبال المحافظة، مسلم العنيني، أن العيص والمراكز التابعة لها تحفل بعدد من النقوش الإسلامية والنقوش الثمودية، التى تم نقشها على وجهات الصخور، وتتوزع هذه النقوش فى أماكن متفرقة بالمحافظة ومراكزها، وقد تم توثيق أكثر من خمسمائة نقش تعود للعصور الإسلامية المبكرة، والبعض منها مؤرخ، وكذلك تم توثيق نقش ذكر به لقب قبيلة جهينة نصًا، وكما نعلم فإن قبيلة جهينة من أوائل القبائل التي دخلت الإسلام وناصرت الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك توثيق بعض النقوش الثمودية وغيرها، وأيضًا تم توثيق أول نقش معيني يعود لمملكة معينة، والتي تعتبر من أقدم الممالك العربية القديمة في شبه الجزيرة العربية. وأشار العنيني إلى عدد من المواقع الأثرية بالمحافظة، ومنها: «قصر البنت» ويتربع هذا القصر الأثري وسط بلدة الفرع (غرب محافظة العيص) على ربوة تطل من جهة الشرق على مجرى وادي العيص، وتحيط به المزارع من كل جانب، وقد ُصمم بأشكال هندسية تتناسب مع عظمة هذا البناء الشامخ، وعند الاقتراب من القصر يري الزائر فيه عبق الماضي الموغل بالقدم، وللقصر مدخلان (شمالي وشرقي) يتميز كل مدخل بعقد جميل تزينه الأقواس الكبيرة المبنية من الأحجار الجصية ذات اللون الأبيض، ومن الأبواب الكبيرهة تدخل إلى أبواب صغيرة تصل إلى ساحة بهو القلعة، وتقدر مساحة الساحه 500 متر مربع لم يبق منه إلا بعض أثاره، ومنها دورة مياه بقي منها حوض مصنوع من الحجارة، وقد أتقن صانعه نحته ليظل شاهدًا على مدى التقدم والحضارة فى فن العمارة عند هؤلاء القوم، وبجوار القصر توجد وحدات سكنيه تشبه مساكن الحرس واسطبلات الخيل، والقلعة محاطة بأسوار لم يبق منها إلا القليل البناء. ويعود بناء القصر إلى الحضارة اللحيانية، ويقدر عمره الافتراضي بألفي عام قبل الميلاد. «بئر هداج» من أشهر وأكبر الآبار الأثرية بالمنطقة، ويقع هذا البئر التاريخي بجوار قصر البنت الأثري، ويصل عمق البئر إلى 25م، وقطرها نحو 12م، ومحيط فوهتها نحو 45م، ويعود بناء هذه البئر إلى حضارة الأنباط الذين اشتهروا بحفر مثل تلك الآبار. «مسجد السنوسية» أيضًا يقع هذا المسجد الأثري بقرية الفرع، ويعود إلى الحركه السنوسية، وهو مبني من اللبن الطيني، وكان مسقوفا من قبل، إلا أنه تهالك وتساقط معظمه بسبب العوامل الطبيعية، ونشاهد كذلك بجوار المسجد آثار مبان سكنية بنفس نمط بناء المسجد. آثار متنوعة ونقوش قديمة قالت الدكتورة رحمة السناني (أستاذ التاريخ القديم المشارك بجامعة طيبة): تعتبر محافظة العيص من أهم مدن منطقة المدينةالمنورة من ناحية وفرة الآثار المتنوعة بين جنبات أراضيها من مبان معمارية كالأسواق وأثار المنشئات المائية والقلاع، التي يعود بعضها إلى الألف الأول قبل الميلاد، وتغطي صخورها المتنوعة آلاف النقوش والرسوم الصخرية والكتابات الثمودية والمسندية، ويرجع كم كبير من كتابات العيص للمراحل الإسلامية الأولى، حيث تتسم الكتابات الصخرية بخلوها من التنقيط، فضلا عن وفرة المناطق الطبيعية الجذابة في المدينة، التي ستشهد حتما اهتماما كبيرا لتهيئتها سياحيا، تماشيا مع رؤية2030 وقربها من مناطق المشروع الاقتصادي السياحي العملاق «نيوم». من جانبه، قال مسؤول الآثار السابق، عواد مسلم العنيني: كانت القوافل تسلك طريق العيص لأنه يعتبر من الطرق الآمنة، ولذلك فالعيص تزخر بنقوش تعود لعصور قديمة، ومن آثار العيص بئر القرن، وآثار لمناجم الذهب والفضة والنحاس قرب جبل الغيابه شمال العيص.