يحتضن مسجد نمرة اليوم ضيوف الرحمن الذين يتوافدون على صعيد عرفات، ويعتبر المسجد واحدا من أهم المعالم في المشعر، وتصلي به جموع ضيوف الرحمن حجاج البيت الحرام الظهر العصر في يوم عرفة جمعا وقصرا اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. ويقع مسجد نمرة إلى الغرب من مشعر عرفات، ويقع جزء من غرب المسجد في وادي عرنة وهو من أودية مكةالمكرمة نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الوقوف فيه حيث، قال صلى الله عليه وسلم: وقفت ها هنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة. وبطن وادي عرنة ليس من عرفة لكنه قريب منه. تاريخ بناء المسجد مسجد نمرة شيد في المرة الأولى في منتصف القرن الثاني الهجري، في أول عصر الخلافة العباسية، وحظي بنائه وعمارته باهتمام خلفاء وسلاطين وأمراء المسلمين، حيث عمره الجواد الأصفهاني في عام 559 ه، وأجريت له في العصر المملوكي عمارتان مهمتان الأولى بأمر الملك المظفر سيف الدين قطز في عام 843 ه والثانية بأمر السلطان قايتباي في عام 884 ه وتعتبر الأفخم والأكثر جمالا واتقانا في ذلك الحين، ثم جددت عمارته في العهد العثماني في عام 1272 ه. العهد السعودي شهد مسجد نمرة أكبر توسعة له في التاريخ في العهد السعودي، حيث بلغت تكلفة إعادة بنائه 237 مليون ريال، وصار طوله من الشرق إلى الغرب 340 متر وعرضه من الشمال إلى الجنوب 240 مترا، وأصبحت مساحته تبلغ أكثر من 110 آلاف متر مربع، وتوجد خلف المسجد مساحة مظللة تقدر مساحتها بحوالي 8000 متر مربع، ويستوعب المسجد نحو 350 ألف مصل، وللمسجد ست مآذن ارتفاع كل منها 60 مترا، وله ثلاث قباب وعشرة مداخل رئيسية تحتوي على 64 بابا، وفيه غرفة للإذاعة الخارجية مجهزة لنقل الخطبة وصلاتي الظهر والعصر ليوم عرفة مباشرة بواسطة الأقمار الصناعية. تطوير المسجد لخدمة حجاج هذا العام وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، قد دشن في وقت سابق مشروع معالجة وتطوير وتحديث أنظمة التكييف وتنقية الهواء في مسجدي نمرة والخيف بمنطقة المشاعر المقدسة. وتضمن مشروع الوحدات في مسجد نمرة تركيب 60 وحدة تكييف مركزية تنتج هواءً نقيًّا 100% و122 مروحة طرد للهواء غير النقي بقدرة تكفي لتغيير الهواء مرتين في الساعة، و494 وحدة تكييف منفصل دولابي.