أعلن القضاء السوادني، أمس الأربعاء، تأجيل جلسة محاكمة الرئيس المعزول، عمر البشير، بسبب حالته النفسية عقب وفاة والدته، والظروف الأمنية في البلاد. وتقدمت هيئة الدفاع عن الرئيس المعزول بطلب إلى المحكمة لأجل تأجيل جلسات المحاكمة من 15 أغسطس إلى 17 من الشهر نفسه، وهو ما وافقت عليه المحكمة. وفي وقت سابق، قامت السلطات المختصة من الشرطة والقوات المسلحة وجهاز الأمن في السودان، بتفتيش منزل البشير وعثرت على 7 ملايين يورو و350 ألف دولار، بالاضافة إلى 5 مليارات جنيه سوداني. وسمحت السلطات السودانية للبشير المحبوس بسجن كوبر وأيضا لشقيقه عبدالله المتهم في قضايا فساد عدة بحضور مراسم الجنازة، التي أجريت عند حوالي الثانية عشر من منتصف ليل الاثنين.وعزل الجيش السوداني، البشير في 11 أبريل الماضي، بعد احتجاجات شعبية متواصلة لأكثر من 5 أشهر. وقال أحد أقارب البشير: إن الكثير من أهله لم يتمكنوا من تقديم العزاء له، حيث كان محاطا بإجراءات أمنية مشددة ولم يمكث سوى بضع دقائق بعد اكتمال مراسم الدفن، حيث تمت إعادته إلى محبسه في سجن كوبر بضاحية الخرطوم بحري الواقعة شمالي العاصمة الخرطوم. «عبدالرحيم محمد حسين» يلاقي البشير بالدموع التقى القيادي البارز في نظام الإنقاذ الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين، لأول مرة صديقه الحميم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، بتأثر وحزن ودموع وهو يعزيه في فقد والدته الحاجة «هدية»، بحسب ما نقل موقع «كوش نيوز». وتربط عبدالرحيم علاقة قوية بالفقيدة «الحاجة هدية» التي اعتاد أن يزورها مع ابنها البشير، ثم يصطحبه بعدها في كل جمعة وهو يقود سيارته لأداء الصلاة بمسجد النور بضاحية كافوري شمالي الخرطوم. وكان آخر لقاء ل «عبدالرحيم» بالبشير ليلة الأربعاء 10 من أبريل، عندما كلفه باستلام إدارة جهاز الأمن والمخابرات الوطني من المدير العام السابق «صلاح عبدالله قوش»، بعد أن اشتم البشير رائحة عزله.وبحسب الأخبار أن «عبد الرحيم» أول من اعتقل من قادة النظام ليلة الأربعاء، قبل البشير نفسه. عندما ذهب في مهمة استلام الجهاز ولقاء «قوش»، بمباني الجهاز بحسب تكليف الرئيس. وشيع الرئيس السوداني المعزول عمر البشير جثمان والدته الحاجة هدية الزين التي وافتها المنية ليل الاثنين بمستشفى علياء الطبي التخصصي التابع للجيش.وحضر البشير للتشييع الذي جرى في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، مع شقيقه عبدالله وصهره نور الدائم وعبدالرحيم، وسط إجراءات أمنية مشددة، من معتقلهم بسجن كوبر الذي يقبع فيه مع رفاقه منذ إطاحة الجيش به في 11 أبريل إلى مسجد النور، حيث أديت صلاة الجنازة عليها. وفي الأثناء وبحسب « كوش نيوز» أدى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري، يوم الثلاثاء، واجب العزاء في والدة البشير. مقر حزب البشير يتحول إلى معسكر للدعم السريع ثار السودانيون على الرئيس المعزول عمر البشير وسياسات حزبه التي يتهمونها بإفقارهم وتقسيم بلادهم. لكنّ مقار حزبه باتت في قبضة قوات الدعم السريع التي يخشاها الناس على نطاق واسع. وبات المقر الرئيس لحزب المؤتمر الوطني المكون من تسع طوابق على الأقل ولا يزال تحت الإنشاء قرب مطار الخرطوم معسكرًا لهذه القوات شبه العسكرية. ويمكن مع فتح بوابته بين الفينة والأخرى رؤية عشرات السيارات المدججة بالسلاح متوقفة في باحته الرئيسة حيث تتمركز رافعة بناء صفراء ضخمة يمكن رؤيتها من بعد. وترابط أيضا سيارات نصبت على مقدمتها مدافع رشاشة حول المبنى الذي لا تزال سقالات البناء موضوعة حوله في منطقة الخرطوم 2 الراقية. وبسطت هذه القوات سيطرتها على كافة مقار الحزب في أرجاء البلاد. وقال الصحافي السوداني البارز فيصل محمد صالح: إنّ «هناك مفارقتين» بين البشير وحزبه من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى. وأضاف: الأولى أنّ الحزب الذي ثار عليه السودانيون صار في قبضة قوات يكرهها السودانيون، والثانية أنّ القوات التي بناها وشكلها البشير وكان من المفترض أنّ تحميه ساهمت في عزله وباتت تحتل مقرات حزبه.