أشاد مثقفون بقرار مجلس الوزراء الخاص بنقل كل ما يتعلق بالمهرجان الوطني للتراث والثقافية إلى وزارة الثقافة، مؤكدين أنه قرار يصب في صالح هذا المهرجان الذي اكتسب سمعة كبيرة على المستويات المحلية والدولية، ومتطلعين إلى خطوات جديدة تقوم بها وزارة الثقافة لإضفاء روح التجديد والتطور على كل ما يتم تقديمه من فعاليات ومناشط سنوية.. خير خلف بداية يقول الكاتب والناقد حمد حميد الراشد: لا شك أن انتقال مهرجان كبير ذي فعاليات محلية ودولية وأنشطة تراثية وثقافية بحجم مهرجان الجنادرية من الجهة التي كانت تتولى إعداده وتنظيمه إلى جهة أخرى جديدة أمر يحتاج لمجهود ووقت كبير وتنسيق وتنظيم بين الجهتين. ووزارة الحرس الوطني وبعد هذه العقود الطويلة وبعد ما بذلته من جهود مشكورة في نجاح المهرجان، تكمل وزارة الثقافة المسيرة الرائعة للمهرجان، ونحن ندعو للاخوة والزملاء من منسوبي الوزارة بالتوفيق والسداد، ونقول لهم: أعانكم الله، فأنتم خير خلف لخير سلف. تثمينه وتطويره ويقول القاص الدكتور سحمي الهاجري: قبل الدخول في موضوع عملية النقل لا بد من قول كلمة حق عن الفترة الطويلة التي نهض فيها الحرس الوطني بمهام تنظيم المهرجان وتشكر وزارة الحرس الوطني على جهودها وهو ما منح المهرجان شهرته وسمعته باعتباره واحداً من أهم المهرجانات الثقافية عربياً ودولياً، وأملي وتوقعي أن وزارة الثقافة بمهامها الجديدة المرتبطة برؤية 2030 ستبني على ما تم تحقيقه من قبل وتسعى إلى تثمينه وتطويره فهذا المهرجان في المآل الأخير مكانه وزارة الثقافة وهو ما رسخه مجلس الوزراء في قراره الأخير. منارة ثقافية ويقول أستاذ اللغة العربية في جامعة الطائف الدكتور بريكان الشلوي: بهذا القرار الحكيم الرشيد تجتمع المناشط الثقافية تحت سقف واحد (وزارة الثقافة) لتكون الوسائل والأهداف متناسقة مع غايات الوطن. وإن المسؤولية لتتعاظم على وزارة الثقافة، وهي تستلم مهرجانا عالميا استطاع القائمون عليه أن يكون منارة ثقافية منافسة في الفترة السابقة، والأمل من وزارة الثقافة وهي تملك العقول الناضجة والرؤية الواضحة والتخطيط السليم أن يقوم مهرجان الجنادرية بفكر ومناشط تعكس اهتمام ولاة الأمر بالشأن الثقافي داخليا وخارجيا. خطوة طبيعية ويؤكد أستاذ الأدب في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة الدكتور عبدالرحمن المطرفي أن مهرجان الجنادرية أصبح تظاهرة ثقافية كبرى، تصل حاضرنا المشرق بماضينا المجيد، وإنها لخطوة مهمة وطبيعية أن ينتقل الإشراف على هذا المهرجان الحيوي إلى وزارة الثقافة؛ راجين أن تواصل الوزارة الفتية تلك النجاحات والخطوات الواسعة التي قطعها مهرجاننا الوطني تحت رعاية وزارة الحرس الوطني مدة ثلاثة عقود أو أكثر. سوق عكاظ ويصف رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور حمد السويلم، قرار مجلس الوزارة بنقل مهمات تنظيم مهرجان الجنادرية إلى وزارة الثقافة، بالقرار الصائب، مضيفًا: نتطلع أن يتبع ذلك ضم سوق عكاظ إلى وزارة الثقافة فهي مكانه الطبيعي، وإذا كان الجنادرية ذا طابع دولي، فإننا نأمل أن تبعث وزارة الثقافة مؤتمر الأدباء السعوديين الذي نفذ منه خلال السنوات الماضية ثلاث دورات، فهو يتيح للأدباء والنقاد تطارح قضايا ومظاهر الأدب السعودي. توثيق تراثي ويعتبر مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف فيصل الخديدي ان نقل مهام تنظيم مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة من وزارة الحرس الوطني الى وزارة الثقافة سيضيف لها بعد ثقافي أكثر وتحقيق ما ترغب في الوصول إليه من فعل ثقافي وتوثيق تراثي متأصل. إثراء المحتوى وأخيرًا يقول الروائي محمد علوان: هذه الخطوة التنظيمية المهمة ستسهم في إثراء المحتوى الثقافي للمهرجان، وإدارته بكفاءة واستدامة، ووزارة الثقافة ستعمل على إضفاء المزيد من النجاحات على المهرجان. الخبرات السعودية ويضيف المستشار والشاعر محمد عابس: طبعا هذا قرار إيجابي وكان يفترض أن يكون منذ سنوات بحكم الاختصاص، والمتوقع والمأمول أن يكون في صالح الثقافة والعمل الثقافي في بلادنا، وأن يحلق بثقافة وتراث الوطن إلى آفاق رحبة جديدة، ويشكل إضافة نوعية للمهرجان وتاريخه العريق، ونتمنى أن يتم الاستعانة بالخبرات الثقافية السعودية في هذا المجال من جميع مناطق المملكة من القطاعين العام والخاص وليس من موظفي الوزارة فقط، هو مهرجان عظيم وكبير ويستحق منظومة متكاملة من لجان العمل المتخصصة مع ضخ الوجوه الشابة لاكتساب الخبرة والمعرفة في إدارة وتنظيم مثل هذا المهرجان العملاق والمتعدد الاهتمامات. وأتمنى أن يتم تشكيل لجنة تضم في عضويتها الخبراء في تنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية السعودية المختلفة لوضع خارطة عامة للمهرجان ودراسة وضعه السابق وما يمكن إضافته والحلول المناسبة وغير ذلك ليتم الرفع بها بعد ذلك لسمو وزير الثقافة.