أكد إماما الحرمين الشريفين بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة فى خطبة الجمعة اليوم، على مواظبة الشكر على النعم مؤكدين أن الشكر أمر مستقر في سلوك المتعبدين، ونهج راسخ في نفوس الصالحين، وأن الشكر اعتراف من العبد بمنة الله عليه، وإقرار بنعمه عليه من خيري الدنيا والآخرة، في النفس والأهل والمال والأعمال. وقال خطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد أن للشكر أركان ثلاثة: الاعتراف بالنعم باطنًا مع محبة المنعم، والتحدث بها ظاهرًا مع الثناء على الله، وصرفها في طاعة الله ومرضاته، واجتناب معاصيه، ورؤوس النعم ثلاثة: أولها وأولاها "نعمة الإسلام" التي لا تتم نعمة على الحقيقة إلا بها، و"نعمة العافية" التي لا تستقيم الحياة إلا بها، و"نعمة الرضا" التي لا يطيب العيش إلا بها وشكر الله واجب في جميع الأحوال، في الصحة والسقم، والشباب والهرم، والفقر والغني، والفراغ والشغل، والسراء والضراء، واليقظة والمنام، والسفر والإقامة، وفي حال الانفراد والاجتماع، قيامًا، وقعودًا، وعلى جنوبكم. وأكد في خطبته أن الشكر يكون بالصلاة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل حتى تتفطر قدماه ويقول: "أفلا أكون عبدًا شكورًا" ويكون بالصيام فقد صام موسى عليه السلام يوم عاشوراء شكرًا لله إذ نجاه وقومه من فرعون وقومه، ثم صامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه. وفي المدينةالمنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالبارئ بن عواض الثبيتي، عن نعم الله الكثيرة على عباده التي لا تحصى والمتتابعة التي لا تنقضي وأوضح أن التأمل في نعم الله تعالى يقود إلى استشعار فضل الله ونعمه قال جل من قائل (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا). وأشار فضيلته إلى أن من مقتضيات تذكر نعم الله الاعتراف بها ونسبتها للمتفضل جل جلاله وهو الله تعالى المنعم بكل النعم التي نتقلب فيها، والاعتراف بنعم الله مفتاح كل خير ويجعل لسان المسلم يلهج على مدار يومه وليلته بالحمد (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).