نجح فريق سعودي يضم 100 شاب وفتاة في الجمع بين ممارسة الرياضة وجمع النفايات أو «الكنز المفقود» بهدف تكريس المحافظة على البيئة ودعم السلوك الايجابي لينعم المجتمع ببيئة خالية من النفايات. اوضح ذلك للمدينة رئيس الفريق المهندس طه بقسماطي، وقال ان فريق «حجاز بلوجرز» يهدف لنشر ثقافة المحافظة على البيئة خاصة في اوساط الجيل الجديد، معربا عن تطلعه لتشكيل فرق بيئية في كل حي. واضاف: تقوم نشاطاتنا على اساس ربط عادة تجميع النفايات وفرزها برياضة الجري في آن واحد، لافتا الى انه لضمان استدامة النشاطات التي نقوم بها يقسم أعضاء الفريق لمجموعات، بحيث يُركز كل منهم على التقاط مواد معينة، مثل البلاستيك، والمعدن، ومن ثم تُنقل النفايات إلى مصانع إعادة التدوير، وبهذه الطريقة، يحافظ الفريق على موارد البلاد الطبيعية، فضلاً عن توفير الطاقة لإنتاج مواد جديدة، ولا تقتصر نشاطات الفريق على جمع المهملات فحسب، وإنما استخدام أدوات صديقة للبيئة. وأعرب عن شكره لشركة نابكو الوطنية الداعم الرئيس للفريق وذلك بتوفيرها أكياس قمامة صديقة للبيئة، وقفازات مطاطية يمكن استخدامها أكثر من مرة، وقوارير مياه قابلة لإعادة الاستخدام. وعن تكوين الفريق، قال بقسماطي: نحن عائلة من الشباب والبنات والأمهات جمعتنا قيمنا المشتركة في نشر الوعي البيئي والنشاطات المستدامة لتقليل كمية الاستهلاك والنفايات التي ننتجها واستبدلنا كلمة «نفايات أو مهملات» بعبارة الذهب المفقود باعتبارها قيمة اقتصادية هائلة ويمكن أن تستغل بإعادة تدويرها أو استخدامها مرات عديدة. ممارسة النشاط بالمناطق الشعبية وردا على سؤال عن اماكن ممارسة هذا النشاط المجتمعى الهام، قال «بلوغينغ» مشتقة من المصطلح «jogging» أي الجري، والمصطلح السويدي «Plocka upp»، الذي يعني «التقاط» ونمارس هذا النشاط في المناطق الشعبية المزدحمة، لزيادة الوعي وإيصال الرسالة بشكل صحيح، لافتا الى أن هذه الحركة ظهرت في السويد، حينما بدأت مجموعة من الأشخاص بالتقاط القمامة أثناء الركض للحفاظ على البيئة، ومنذ ذلك الوقت، تطورت الفكرة وتوسعت في جميع أنحاء العالم، مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، والمكسيك، واسكتلندا، وصولاً إلى السعودية. و بتشجيعها حاليا نطمح بأن تصبح رياضة مجتمعية تحث على رياضة الجري و لكن ببعد بيئي. واوضح ان انشطتهم تستغرق ساعة كل يوم ثلاثاء، ولكل شخص حرية الاختيار سواء بالركض أو المشي. كما تضم تدريبات الجري على الكثبان الرملية في بحرة وقرية ذهبان التي يقصدها الشباب عادة لقضاء العطل الرسمية وتكون معزولة من الخدمات البلدية فضلا عن إقامة مسابقات مجتمعية لتعزيز العادات البيئية السليمة وإعداد التقارير بالتعاون مع منظمات عالمية تسعى لاستبدال البلاستيك في التعبئة بمواد أخرى صديقة للبيئة. أدوات جديدة لإعادة الاستخدام وفيما يتعلق بفترة نشاط الفريق، قال المهندس طه إن أنشطتهم دائمة على مدار السنة، وتبدأ من سبتمبر و تنتهي في يونيو موضحا، ان الفريق انطلق في 2018 و كان مكونا من بعض الأصدقاء وبالتدريج زاد الحماس والأعضاء والمنظمون. وكانت أول مسابقة مبادرة المدرسة العالمية البريطانية بجدة بتجميع أكبر كمية بلاستيك يصنعون منه أشكالا مميزة و يعرضونها في بازار اسمه Resolve to Reduce أو «العزم على الحد». وتم تنظيم المسابقة وتكريم الفائزين، وقد شارك بها أكثر من 40 منزلا بحي الروضة وأعضاء الفريق وتم تجميع 200 كجم في أسبوعين فقط. ولفت الى ان حافظة أدوات المائدة المصنوعة من الخشب الخالص، وقارورة مياه من الحديد، وكوب قهوة من السيراميك، و كيس للتسوق من القماش كلها أدوات عملية تساند رؤيتنا في الحد من البلاستيك وتفتح آفاقا جديدة في سبيل إعادة الاستخدام.