مازال العديد من أهالي القرى في منطقة الباحة يتمسكون بمظاهر العيد من العادات والتقاليد بشكل كبير حيث البساطة دون تكلف، والتمسك بالماضي دون تطور محاولين في ذلك إحياء الماضي القديم بالرغم من النهضة العمرانية الحديثة والثورة الاقتصادية الكبيرة التي نعيشها. في جو من الترابط والتلاحم ويقيم أهالي تلك القرى ويتقدمهم كبار السن بزيارات لأسر القرية للتهنئة بعيد الفطر المبارك ومشاركتهم أفراح العيد كما تناول الأهالي طعام الإفطار المكون من الخبز البلدي والسمن والعسل والألبان الطازجة. وعبر المواطنون عن سعادتهم بتلك العادات الطيبة التي أدخلت البهجة في قلوبهم.ويجتمع أهالي كل قرية تحت سقف واحد بعد الانتهاء من خطبة وصلاة العيد، حيث توجه الجميع إلى هذا المكان للمعايدة وتبادل أطراف الحديث، وتناول ما لذّ وطاب من الحلويات والمشروبات، وكذلك الأكلات الشعبية التي تتميّز بها منطقة الباحة والتي شارك بها جميع أبناء القرية و يقول المواطن احمد العمري: إن جولة الاهالي واعيان القرية والاهالي زادت من اواصر المحبة والتلاحم مؤكدا حرص الجميع على تعزيزها ومواصلتها بمختلف المناسبات، وأكد حسين العمري من محافظة المخواة ان هذه المشاركة الجماعية من أهل القرية تزيد من صلة الرحم والأخوة بين أبناء القبيلة، فجميع أهالي القرية شاركوا في هذا العيد، وفي مكان واحد تجمعهم سفرة المحبة والترابط. ويذكر عبدالله جمعان الغامدي من محافظة بلجرشي أن مثل هذه التجمعات تعدُّ شيئًا مميزًا وفريدًا من نوعه، لاسيما وأن جميع أهالي القرية من صغار وشباب وكبار في السن يجمعهم مكان واحد، وأضاف: مع هذا التجمع الرائع ربما نعود إلى أيام الزمن الجميل، من حيث الترابط والاجتماع تحت مظلة واحدة. ويعتبر سلمان الزهراني من محافظة المندق ان مثل هذه المظاهر في عيد القرى وتحديداً التي يتمسك بها أهالي القرى والمحافظات، حيث يجمع الأقرباء والجيران وأصدقاء الطفولة في زمن فرقتهم الأعمال وأبعدتهم مشاغل الحياة حيث يتسابق الجميع في آخر ليلة أو ليلتين من شهر رمضان متوجهين إلى مسقط رأسهم في قريتهم حتى يقضوا فيها أيام العيد بين الأهل والأقارب. ويتبادل السكان بعد اداء صلاة العيد التهاني والتبريكات فيما بينهم، كما تقيم بعض المساجد فطورًا للمصلين ولازالت بعض الأسر في الباحة تحافظ على تجمع أفراد العائلة بعد صلاة العيد مباشرة في منزل كبير العائلة و يبدأون في تناول وجبة الفطور. ويقول عثمان سعيد الشعلاني من محافظة العقيق أن هناك بعض الأسر والعوائل تحافظ على تجمع العائلة وتسود التجمعات الأسرية مظاهر التلاحم والتواصل بين الأقارب والأهل وتضفي على هذا اليوم طابعا خاصا. ويشير عبدالرحمن غرم الى انه بعد الانتهاء من صلاة العيد يتوجه كل أفراد العائلة إلى عميد العائلة لديهم لتهنئته بحلول العيد وبمجرد دخولهم لمنزله يوضع الفطور والحلويات والمكسرات وبعدها يتوجه كل أفراد العائلة لتقديم المعايدات والتهاني لباقي الأسر فتكسبهم تلك العادة الشعور بالترابط والتلاحم الأسري.