فشل مجلس الأمن الدولي أمس بإدانة قتل مدنيّين في السّودان وبإصدار نداء دولي ملحّ لوقف فوري للعنف في هذا البلد، وذلك بسبب اعتراض الصين مدعومةً من روسيا، بحسب ما أعلن دبلوماسيّون. ودعا قادة الحركة الاحتجاجيّة في السودان من جهتهم، أنصارهم إلى تنظيم تظاهرات جديدة، رافضين دعوة وجّهها المجلس العسكري إلى إجراء انتخابات عامّة في فترة لا تتجاوز تسعة أشهر. ووزّعت بريطانيا وألمانيا خلال اجتماع مُغلق لمجلس الأمن بيانًا يدعو الحكّام العسكريّين والمتظاهرين في السّودان إلى "مواصلة العمل معًا نحو حلّ توافقي للأزمة الحاليّة"، وفقًا لمسوّدة البيان. غير أنّ الصّين اعترضت بشدّة على النصّ المقترح، فيما شدّدت روسيا على ضرورة أن ينتظر المجلس ردًّا من الاتّحاد الإفريقي، بحسب ما قال دبلوماسيّون. واعتبر نائب السّفير الروسي ديمتري بوليانسكي أنّ النصّ المقترح "غير متوازن"، مشدّدًا على ضرورة "توخّي حذر شديد" حيال الوضع. وقال "لا نريد الترويج لبيانٍ غير متوازن. فذلك قد يُفسد الوضع". وبعد فشل مجلس الأمن في الاتّفاق، قالت ثماني دول أوربّية في بيان مشترك إنّها "تدين الهجمات العنيفة في السّودان من جانب أجهزة الأمن السودانية ضدّ المدنيّين". على الصعيد ذاته قتل 60 شخصا منذ الاثنين إثر فض اعتصام المحتجين السودانيين أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم، وفق ما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية. وهي آخر حصيلة موقتة توردها لجنة أطباء السودان المركزية المقربة من المتظاهرين. وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى سقوط 40 قتيلا. وقوبلت عملية فض اعتصام آلاف المتظاهرين المطالبين منذ أسابيع بتسليم السلطة إلى مدنيين، بإدانات من الغرب وخصوصا من الأممالمتحدة والولايات المتحدةوبريطانيا. وقال قادة الحركة الاحتجاجية إن قوات التدخل السريع هي المسؤولة الرئيسة عن فض الاعتصام بالقوة أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم..