يحظى الركن اليماني بأهمية خاصة عند المسلمين أثناء الطواف حول الكعبة، فالطائف يجب عليه أن يستلم الركن بدون التكبير، أو التقبيل، فإذا لم يستطع استلامه بيديه فإنه لا يشير إليه من بعيد، وقد دل على ذلك ما جاء في الأثر من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه، الذي ورد فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستلم الحجر والركن في كل طواف، وفي ذلك فضل عظيم. وقال صلى الله عليه وسلم (إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطًّا)، وسمي بالركن اليماني لأنه يقع جهة جنوبمكةالمكرمة وكل ما كان جنوبها يسمى يمنًا وكل ما وقع شمالها يطلق عليها شامًا. كما يعد الحجر الأسود أبرز معالم المسجد الحرام وهو قطعة من الكعبة وأعظم أجزائها وهو من أحجار الجنة، ويرتفع عن أرض المطاف بحدود المتر والنصف، ومطوق بالفضة وأول من طوقه بالفضة هو الصحابي الجليل عبدالله بن الزبير بن العوام، رضي الله عنهما. والحجر الأسود عبارة عن ثماني قطع من الجزء المتبقي منه في ظاهره مجموعا بعضها إلى بعض بأشكال متفاوتة، أكبرها مثل حبة التمر وهي مجموعة من مخلوط من الكافور والمسك والعنبر وياقوتة من يواقيت الجنة. ويشرع للطائف أن يستلم الحجر الأسود والركن اليماني في كل شوط من أشواط الطواف، كما يستحب له تقبيل الحجر الأسود، خاصة في كل شوط مع الاستلام، حتى في الشوط الأخير إذا تيسر ذلك من دون مشقة، أما مع المشقة فيكره له الزحام، ويشرع أن يشير إلى الحجر الأسود بيده ويكبر.