أصدرت محكمة في بغداد الأربعاء حكما بالإعدام على سابع فرنسي خلال أربعة أيام في العراق، بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش، في محاكمات تثير جدلا في بلدهم الأصلي. والمدان هو ياسين صقم (29 عاما) المتحدر من بلدة لونيل في جنوبفرنسا، وأحد أشهر الجهاديين في الإعلام الفرنسي، الذي تسلمه العراق من سوريا في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي. وقال صقم للقاضي الأربعاء "في فرنسا، لم أكن مهتما بأي شيء، لا بفلسطين ولا بالعراق، ولا بالحرب. كنت أفكر فقط كيف أكسب المال". وأقر الجهادي الفرنسي بأنه بايع التنظيم وكان يتقاضى "راتبا شهريا قدره 70 دولارا"، معربا عن ندمه بالقول "أعتذر للدولة العراقية وللضحايا"، مضيفا "شاركت في معارك" في سوريا. وسبق لبغداد أن حكمت على أكثر من 500 رجل وامرأة أجانب، بتهمة الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن لم ينفذ حتى الآن حكم الإعدام بحق أي منهم. وحكم على جهاديين بلجيكيين بالإعدام، فيما خُفض الحكم على ألمانية من الإعدام إلى السجن المؤبد بعد الطعن. تلك السلسلة من الأحكام، تعيد الجدل حيال المسألة الشائكة للجهاديين الأجانب، إذ أن عودتهم إلى بلدانهم الأصلية تقابل برفض قوي من الرأي العام الأوروبي، حيث ترفض دول مثل فرنسا في الوقت نفسه عقوبة الإعدام، وتدعو إلى إلغائه في كل مكان في العالم. "محاكاة ساخرة" وينص قانون مكافحة الإرهاب العراقي على عقوبة الإعدام لكل من دين بالانتماء إلى تنظيمات جهادية، حتى وإن لم يشارك في أعمال قتالية. وتندد منظمات حقوقية باحتمال تعرضهم "لأعمال تعذيب" وأن "لا ضمانات بإجراء محاكمات عادلة" في العراق، الذي يحتل المرتبة 12 ضمن لائحة البلدان الأكثر فسادا في العالم، بحسب المنظمة الدولية للشفافية. وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الثلاثاء: "هؤلاء الإرهابيون، لأن الأمر يتعلّق فعلا بإرهابيين نفذوا هجمات ضدنا، وقد زرعوا الموت أيضاً في العراق، يجب أن تتم محاكمتهم حيث ارتكبوا جرائمهم". وفي بيان، طلبت مجموعة "الأسر المتحدة" التي تدافع عن عائلات الجهاديين، من الحكومة الفرنسية "بذل كل ما في وسعها لوقف هذه السلسلة القاتلة من أحكام الإعدام، غير المسبوقة في تاريخنا الحديث" و"محاكمة الرعايا الفرنسيين على أراضينا". وأضاف أن العائلات تندد ب"المحاكاة الساخرة للعدالة". كحول ومخدرات وغادر صقم فرنسا نهاية العام 2014 للقتال في صفوف التنظيم ، وصدرت بحقه مذكرة توقيف من القضاء الفرنسي منذ العام 2016 . نشر صوراً وهو يحمل أسلحة، ونفذ شقيقه كريم هجوما انتحاريا على معبر طريبيل الحدودي، بين العراق والأردن في العام 2015، بحسب مركز تحليل الإرهاب في باريس. وعندما سأله القاضي الأربعاء "أين أخوك؟"، أجاب صقم "فجر نفسه على الحدود العراقية". وأضاف أنه كان مدمنا على الكحول والمخدرات ولم يكن يقيم الصلاة أبدا. قبله بنحو ساعة، أصدرت المحكمة نفسها حكما بالإعدام على التونسي محمد بريري الذي نقل من سوريا إلى العراق في شباط/فبراير الماضي مع 11 جهاديا فرنسيا، وتبين خلال محاكمته الاربعاء أنه كان مقيما في فرنسا ولا يحمل جنسيتها. وأصدر القضاء العراقي على مدى الأيام الثلاثة الماضية، أحكام إعدام بحق ستة فرنسيين دينوا بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وحكمت محكمة في بغداد الثلاثاء على إبراهيم النجارة (33 عاما) الذي اتهمه جهاز الاستخبارات الفرنسي بتسهيل إرسال جهاديين إلى سوريا، وكرم الحرشاوي الذي سيبلغ 33 عاما بعد غد الخميس، بالإعدام شنقا حتى الموت. وسبق أن أصدرت المحكمة نفسها أحكاما بالإعدام يومي الأحد والاثنين على كيفن غونو وليونار لوبيز وسليم معاشو ومصطفى المرزوقي بالإعدام شنقا. وبحسب القانون العراقي، لدى هؤلاء المدانين مهلة 30 يوما للطعن بالحكم. وينص قانون مكافحة الإرهاب العراقي على عقوبة الإعدام لكل من دين بالانتماء إلى تنظيمات جهادية، حتى وإن لم يشارك في أعمال قتالية.