أبدت مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" استعدادها لتوقيع اتفاق "عدم تجسس" مع دول بينها بريطانيا، بحسب ما أعلن رئيسها اليوم الثلاثاء، وذلك بعد أن شدد الأمين العام لحلف شمال على ضرورة حماية بريطانيا لأمن شبكاتها الخلوية. وزار رئيس هواوي ليانغ هوا بريطانيا التي تجري حكومتها تقييما لمخاطر السماح للمجموعة الصينية بالمشاركة في بناء شبكة الجيل الخامس (5 جي). وقال ليانغ هوا "نحن مستعدّون لتوقيع اتفاقات +عدم تجسس+ مع حكومات، ولا سيما حكومة المملكة المتحدة، نؤكد فيها التزامنا ونضمن التزام معدّاتنا بمعايير عدم التجسس وعدم الاختراق". وتشهد الحكومة البريطانية نقاشًا حادًّا حول السماح لشركة هواوي الصينية بالمشاركة في بناء شبكة الجيل الخامس في بريطانيا من عدمه. وحاليًا تمتلك هواوي، وهي شركة صينية خاصة، القدرات الأكثر تطورًا والأقل كلفة لبناء شبكة الجيل الخامس في العالم. لكن الولاياتالمتحدة تحذّر بريطانيا من أنها قد تضطر لتقليص التعاون الأمني والاستخباري معها إذا أعطت الصين دورًا فاعلا في بناء الشبكة. وأقرّت الصين في عام 2017 قانونًا يجبر الشركات الصينية على مساعدة الحكومة في قضايا الأمن القومي، وهو ما فاقم الهواجس الأميركية. بدوره قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الذي يزور بريطانيا الثلاثاء إن أمن الشبكة يكتسب أهمية قصوى بالنسبة للحلف. وقبيل لقائه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، شدد ستولتنبرغ في مؤتمر للأعمال في لندن على "الأهمية القصوى لهواوي وشبكة الجيل الخامس". وبعد أن أقر بحق بريطانيا وكافة الدول الأعضاء في الحلف بأن تتّخذ قراراتها الخاصة بالنسبة للصين وشبكة الجيل الخامس، أكد أن الحلف الأطلسي يشدد على أهمية اتّخاذ القرارات بطريقة تضمن أمن الشبكات. وتابع "لا مجال للهروب من معالجة هذه المسائل"، مضيفًا "سوف نضمن أمن شبكاتنا". وقد وضع النقاش حول هواوي بريطانيا في صلب معركة هيمنة عالمية محتدمة بين الصينوالولاياتالمتحدة. وقد أدى النقاش إلى انقسام داخل حكومة ماي بين وزراء يعتبرون الصين شريكا تجاريًّا مهما لبريطانيا بعد بريكست وآخرين يعتبرون بكين مصدر تهديد. وأقالت ماي هذا الشهر وزير الدفاع غافين وليامسون، أحد أشد معارضي الصين، على خلفية تسريب معلومات تفيد بأن الحكومة ستسمح لهواوي بتأدية دور محدود في بناء شبكة الجيل الخامس.