* من رواد الفكر الإداري والاقتصادي في الجامعات السعودية * قفز بالنهضة التعليمية في جامعة الملك عبدالعزيز ووضع بصماته * أسس البنية التحتية لمؤسسة المدينة وأدخل المطابع الحديثة لها يتسم الدكتور غازي عبيد مدني بسمو الخلق، وحسن المعاملة، مع من عرفه من الأصدقاء والزملاء، يحرص دائمًا على بث ونشر ثقافة التعايش، والمحبة بين مجايليه، يؤمن بثقافة العمل والإدارة، كيف لا، وهو من أرباب التعليم والفكر الإداري، حيث إنه أستاذ أكاديمي في كلية الاقتصاد والإدارة، من أوائل الرواد في هذا التخصص الأكاديمي الذي شع بريقه، وشاع الاهتمام به من خلال جامعة الملك عبدالعزيز بعد أن عاد نخبة من المتخصصين في الفكر الاقتصادي والإداري لجامعة الملك عبدالعزيز، حيث كانت كلية الاقتصاد والإدارة هي الكلية الأم والأساس للجامعة. لا يستطيع أحمد أن يتجاوز منجزاته الأكاديمية والإدارية حين تسلم إدارة الجامعة، فعزم الأمر على أن تقفز نحو النهضة التعليمية، والتنافس مع الجامعات العالمية، وأسرع نحو الاعتماد الأكاديمي، وزيادة الكليات التي تلبي حاجات السوق المحلي مثل كليات الحقوق، والدرسات البحرية، والمجتمع، والسياحة، والتوسع في كليات العلوم الطبية، إضافة إلى تطوير البرامج الأكاديمية في بعض الكليات حتى يتسنى لها تلبية احتياجات سوق العمل، وهذا الاتجاه الأكاديمي الجديد لم يجعله ينصرف عن الكليات الأخرى، بل وضع جل اهتمامه للكيات النظرية والإنسانية، حيث أدخل عليها التطوير الإداري الذي يتناسب مع طبيعة هذه الكليات. لعل سرد جهوده العلمية والأكاديمية يطول بنا، وينتظرنا وقت طويل، حتى نلم بهذه الجهود الكبيرة التي لا تزال شاهدة للعيان في الجامعة التي أحبها كثيرًا. هذا الحب لم يقف عند العمل الحثيث، والمنجزات العديدة، بل كان لسانًا إعلاميًا، وسفيرًا لها في كل محفل، ومناسبة اجتماعية، وعلمية، وثقافية، وإعلامية، يذود بالدفاع عن الجامعة أثناء العمل بها، وبعد أن غادر كرسي الرئاسة أو إدارة الجامعة، لا يذكر الجامعة إلا بالمعاني السامية، وكلمات الثناء والحب، وذكر فضلها وريادتها. لقد رحل الأكاديمي.. والمدير.. والمثقف.. وقبل ذلك كله الإنسان الصادق.. ذو النزاهة والشفافية بعد رحلة عامرة بالإنجازات على جميع الصعد - أكاديمية كانت أو إدارية - تاركًا في كل محفل عملًا به بصمة واضحة وعلامة لا يمكن نسيانها، وكان فقيد الوسط الأكاديمي والإعلامي وأحد أبرز قادتها الإدارية والعلمية، قد ودّع الحياة ظهر الجمعة بعد معاناة مع المرض مخلفًا لكل من عرفوه عن قرب أو قرأوا عن إنجازاته سيرة عطرة وكتابًا عمليًا يمكن الاسترشاد به للوصول الى رحلة حياة عنوانها «النجاح»، وكان الدكتور مدني قد تولى أرفع المناصب الأكاديمية. غازي عبيد مدني المولود ولد في عام 1359ه بالمدينةالمنورة، تلقى تعليمه الابتدائي في مكةالمكرمة، التي أثرت في نشأته بالالتزام الديني والجانب الإنساني والرقي في التعامل وحسن الخلق الذي شهد به كل من تعامل معه سواء من أبنائه وطلابه أو الإداريين في العمل. بدأ غازي مدني حياته العلمية مديرًا لإدارة المتابعة بالمؤسسة العامة للبترول والمعادن، وعمل أستاذًا مساعدًا بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز، درس مادة الإدارة المالية وتحليل الاستثمار، ثم ترقى في المناصب الأكاديمية حتى أصبح عميدًا لكلية الاقتصاد والإدارة 1399ه، وأسس أول مركز متخصص في مجال الاقتصاد الإسلامي بالجامعة 1400ه، وعين مديرًا له ورئيسًا لمجلس إدارته حتى عام 1403ه، ثم وكيلًا لجامعة الملك عبدالعزيز من 1403-1405ه وعضوًا بالمجلس العلمي للجامعة حتى 1414ه، ورئيسًا للجنة الترقيات، ليتولى أرفع منصب أكاديمي بتعيينه مديرًا لجامعة الملك عبدالعزيز عام 1416ه ثم تم التجديد له لفتره ثانية 1420ه، وتولى في هذه الأثناء رئاسة مجلس إدارة مكتبة الملك فهد بجدة. انتخب غازي مدني رئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر لمدة عشر سنوات، قاد فيها حركة التطوير للبنية التحتية والإدارية للمؤسسة وتم تزويدها بأحدث المطابع العالمية وأدوات الطباعة وكذلك أحدث برامج معالجة النصوص الصحفية كما اهتم بالجانب الإنساني فعمل على تحسين بيئة العمل للصحفيين والإداريين ليشهد له جميع العاملين بالمؤسسة بالتعامل الإنساني الرفيع، رحم الله الدكتور غازي عبيد مدني فقيد الأوساط الأكاديمية والعلمية والإدارية. عبيد يفرح بحضوره.. ولميس تحفظ رسائله.. ولينا كسبته أبًا ولأسرة معالي الدكتور غازي مدني كلمات حول عميد الأسرة: يقول ابنه السيد عبيد مدني: كان لي موقف معه لم ينل رضاه في بادئ الأمر خاصة في عام 2007،عندما تركت وظيفتي في البنك الأهلي خاصة وأنا لي أسرة مسؤول عنها لأتفرغ لعملي العصامي والريادي بأكاديمية جدة يونايتد، ولكنه مع ذلك عندما حضر أول فعالية نظمناها الآباء والابناء كان سعيد جدًا وقدر هذا العمل الريادي الرياضي والاجتماعي وقال «إنها من أجمل الفعاليات التي حضرها في حياته» وما زال يحضر ويدعم أنشطتنا الرياضية حتى قبل 3 أشهر من وفاته في افتتاح مركزنا الرياضي بوجود الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان فبراير 2017. و كان رحمه الله يقول لي دومًا: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تتردداوتتحدث زوجة عبيد الأستاذة لينا عضو مجلس الشورى قائلة: بعد عدة سنوات من زواجي بدأت في كتابة مقالات في صفحة القراء بجريدة المدينة، وكان عمي غازي رحمه الله يستمع إلى مقالاتي التي كنت أكتبها خاصة بعد أن أصبحت كاتبة رأي لعدة سنوات.. وكنت استمتع بأخذ آرائه وأستشيره في موضوعات مهمة، كنت أعبر عنها بطريقة معينة حتى تعطي الهدف المقصود.. وهذه حصيلة من الليالي التي كنا نذهب إليه أنا وزوجي بعد أن ينام الأبناء ويسرد لنا قصصًا ومواقف تاريخية تعلمنا منه الجد والإخلاص والتفاني في العمل. وبعدها بسنين عام 2016 بعد الثقة الملكية وتعييني في مجلس الشورى فرح بهذا الخبر فرحة كبيرة وأقام لي وليمة دعا فيها والدي وشعرت بكرم الله وفضله أن أنعم علي بوالد ومقام الوالد وهو العم غازي رحمه الله فهذا فضل كبير من الله سبحانه وتعالى. ومن بناته قالت الأستاذة لميس مدني: كان الوالد رحمة الله عليه مثالاً للأخلاق الحميدة والتواضع، وهذا ليس كلامي بل هو كلام كل شخص قابلته من بعد وفاته. وسبحان الله لأنه كان يتسخر للناس ويساعدهم حسب استطاعته. كنت أقابل بعض الناس في دوائر حكومية أو في أماكن مختلفة حتى يكون ساعد أخاه أو بنته. كان حريص دائمًا على صلة الرحم من أصغر صغير لأكبر كبير. يزورهم ويودهم ويقدرهم. كنا أيام الجامعة وهو مرهق جدًا يستعد للخروج لتلبية دعوة زفاف ابن الحارس عشان يجبر بخاطره. علمنا أهمية العمل وأن العمل عبادة. علمنا أهمية الوقت والاستفادة منه. علمنا الاستشاره والترابط الأخوي ولو ايش ما صار. كان يعقد لأبنائه اجتماعات دورية خاصة في البيت، يتعطر وكانه خارج عزومة وهو فقط سيجتمع مع أبنائه، بس عشان يعلمنا ضرورة الترتيب واحترام الغير مهما كان منزلته. وهدف هذه الاجتماعات هي تقوية الصلة الأخوية والاستشارة والمواجهة والنصح. ترك لنا كنزًا عبارة عن رسائل مكتوبة في ملازم، كل واحدة هي رسالة عن موضوع من موضوعات الحياة احتفظ بها. «علمني أن أمشي في طريقي وأعمل شغلي لكن ما أسكت أذا أحد اتعدى علي أو ظلمني. أحمد الله وأشكر فضله أنه جعله أبويا رحمة الله عليه». مناصبه * مدير إدارة المتابعة بالمؤسسة العامة للبترول والمعادن، * عمل أستاذًا مساعدًا بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز * وكيلًا لكلية الاقتصاد والإدارة * عميدًا لكلية الاقتصاد والإدارة * وكيلًا لجامعة الملك عبدالعزيز * مديرًا لجامعة الملك عبدالعزيز لفترتين * أسس أول مركز متخصص في مجال الاقتصاد الإسلامي بالجامعة * مدير مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي بالجامعة * عضو بالمجلس العلمي * رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك فهد العامة بجدة * رئيس مجلس إدارة مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر لمدة عشر سنوات مؤهلاته * حصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من جامعة القاهرة. * درجة الماجستير من جامعة أريزونا في إدارة الأعمال. * شهادة الدكتوراة العالمية في إدارة الأعمال من جامعة أريزونا بأمريكا. عضويات في المجالس * عضو في مجلس التعليم ومجلس الجامعة * عضو صندوق التعليم العالي ومركز القياس والتقويم بجامعة الملك عبدالعزيز * عضو بالمشروع الوطني للتوظيف بمكةالمكرمة * عضو مجلس جائزة المدينةالمنورة ورابطة خريجي ثانوية طيبة. * عضو مجلس إدارة مركز رعاية المعاقين بجدة. * انتخب غازي مدني رئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر لمدة عشر سنوات. قالوا عنه: لم يكن أخًا ؛بل مربيًا، علّمنا أن نتساءل، أن نبحث، غرس فينا روح الإقدام والثبات، والثقة، وكان دومًا المثل والقدوة. (إياد مدني) كان لا يقدّم أحدًا من أقاربه في أيّ مطلب على من سواه من الأقران والمجايلين؛ بل كان لا يؤثر رحمه الله أن ينحاز لمن له بهم صلة قرابة ورحم. د. عاصم حمدان صاحب خلق رفيع، وعلم واسع، أحبه الصغير قبل الكبير، كانت المناصب تسعى له، ولم يكن يسعى لأي منصب في حياته، كان زاهدًا مترفعًا بعيدًا عن الأضواء، ولم يختلف اثنان في الجامعة وخارجها على محبته، وأمانته، وديانته، وعلمه. (د. عبدالله دحلان) من خيرة الزملاء الذين نقتدي بهم في حسن التعامل مع الجميع، وبثقافته الواسعة وتأديته عمله بكل حب وإخلاص. (د. محمد الصبان)