أمسية كروية تابعها العالم العربي من المحيط للخليج، أكدت أن الكرة السعودية لها القمة والسيادة في الوطن العربي الكبير، مشجعين من كل مكان جذبهم مستوى المنافسة الكبير في المملكة، وهتفوا للفريقين، وبوضوح كان للاتحاد نصيب الأسد، فقد تابعنا جماهير تملأ ملعبًا في المكلا باليمن، وتفاعل في الجزائر ومثله في العراق، أما البقية في دول الخليج فقد كانوا معنا في قلب الحدث. الليلة التي شرفها حضور الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، وسمو سيدي ولي العهد وفقه الله وحفظه، كانت أمسية رائعة ونال التعاون اللقب بجدارة واستحقاق بعد أن نجح في فرض سيطرته على الشوط الثاني بالكامل، وصنع الهجمة تلو الأخرى، فأنصفته المستديرة في الثانية الأخيرة، مبروك للتعاون إدارة ولاعبين وجماهير ومجلس تنفيذي يستحق كل الاحترام والتقدير. أما أنت يا عميد فقد أخفق سييرا في الليلة الأخيرة، فكما أشدنا في عمله خلال الفترة الماضية، فقد ساهم في الخسارة باقتدار، هناك أكثر من لاعب لم يكونوا في مستواهم، وفي مقدمتهم فيلانويفا وفهد، وشخصيًا توقعت هذا الشيء منذ تصريحات مدرب التعاون بيدرو في المؤتمر الصحفي حينما قال يتفوق الاتحاد في المواجهات الفردية، وسنقضي عليها، ولن نترك لهم مجالًا لهذه المواجهات، بمعنى أنه سيدافع بمنظومة لاعبين، وبالفعل كانت، والغريب أن سييرا لم يتنبه لهذا الكلام الصريح، لم يبادر بأي شيء يفاجئ به التعاون، فلعب بشكل تقليدي لا جديد فيه، حتى أرشيفه الشخصي تناساه، ففي مباراة النصر في الدوري وهو أقوى من التعاون بلا شك، وبعد أن سجل النصر التعادل.. استنجد سييرا بالبيشي وباجندوح وصحح أوضاع الفريف فكسب اللقاء. وكان الأجدى بسييرا أن يشرك البيشي على حساب فيلانويفا الغائب تمامًا باستثناء تمريرة الهدف، وكان بمقدور البيشي أن يحرر فهد ويلعب معه الثنائيات، وكونه لاعبًا مهاريًا كان بإمكانه أن يحافظ على كرته ويكسب مزيدًا من الأخطاء ويوقف الزحف على مرمى الاتحاد.. لا أتصور لاعبًا دوليًا ًبقيمة البيشي يتم تجاهله في مباراة حاسمة. وكان بإمكان سييرا أيضًا تحويل رومارينهو لمركز رأس الحربة وخروج بريجوفيتش وإشراك باجندوح أو جابر عيسى في وسط الملعب كانت ستمنح الاتحاد حيوية أكثر يجابه بها التعاون، خاصة إذا ما أشرك جابر، أما الأخطاء الدفاعية التي حدثت في آخر الدقائق فهي واردة طالما الهجوم مستمر دون تحرك مضاد. هذه الرؤية لا تنتقص من العمل الكبير الذي قدمه سييرا طوال المباريات الماضية، ولا تهز ثقة الاتحاديين فيه لمواصلة المشوار الجيد، ولكن تأخره في التغيير أمر متكرر منذ فترة إشرافه السابقة. خلاصة القول ليلة تاريخية للكرة السعودية وذهبية للتعاون، والواقعية مطلوبة في الاتحاد لمواصلة موسم الإنقاذ الصعب.