ضاعف جهاديو بوكو حرام المنطلقون من نيجيريا هجماتهم في الدول المحاذية في الفترة الأخيرة، كان آخرها اليوم الجمعة وأدى إلى مقتل 11 مدنياً في شمال الكاميرون. وليلة الخميس الى الجمعة، "توغلت بوكو حرام" في بلدة تشاكاماري الواقعة في شمال الكاميرون، ما أدى إلى مقتل 11 مدنياً "بينهم مسنون وأطفال"، وفق مصدر أمني محلي. وبدأ الارهابيون هجومهم بعيد الساعة 22h00) 21h00 ت غ)، واختتموا فظائعهم بحدود الواحدة ليلاً. وتقع البلدة على مسافة نحو 20 كيلومتراً من مورا، مركز مقاطعة مايو سافا، إحدى المقاطعات الثلاث لإقليم أقصى الشمال. كما أنّها على الطريق الوطني الذي يصل مروى، مركز الإقليم، بكوساري عند حدود تشاد. ويُعدّ هذا الهجوم الأكثر دموية الذي ينسب إلى بوكو حرام في شمال الكاميرون منذ عدة أشهر، فيما تتعدد الهجمات في أعقاب هدوء نسبي ساد عام 2018. وقتل نحو 7 جنود كاميرونيين منذ بداية الشهر خلال هجمات للجماعة الارهابية وفي انفجار لغم بآلية عسكرية. وفي تشاد المحاذية التي لم يستهدفها كثيراً الارهابيون النيجيريون في السنوات الأخيرة، قتلت بوكو حرام ثلاثين عسكرياً على الاقل منذ بداية مارس، في هجمات على مناطق قريبة من بحيرة تشاد. وليلة الاثنين إلى الثلاثاء، هاجمت أيضا مجموعة مسلّحة يفترض أنها تابعة لبوكو حرام احد مراكز الدرك. وقبل ذلك، قتل سبعة جنود تشاديون في هجوم لبوكو حرام في مدينة أخرى تقع ضمن المنطقة القريبة من بحيرة تشاد. وأكد الجيش التشادي مقتل أكثر من مئة من المسلحين الارهابيين خلال مختلف الهجمات. وأبدت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان في تقرير نشرته نهاية مارس، قلقها إزاء تجدد هجمات بوكو حرام في حوض بحيرة تشاد. وأشار التقرير إلى أنّ "تشاد التي كانت مجنَّبةً نسبياً من تهديد بوكو حرام بعد الاعتداءات الدامية عام 2015، عادت مجدداً منذ منتصف 2018 لتكون تحت مرمى نيران الجماعة الإرهابية". وفي بلد آخر مجاور لنيجيريا هو النيجر، هوجمت مدينة ديفا الواقعة في جنوب شرق البلاد ليلة 10 إلى 11 ابريل. استمرت الاشتباكات ساعات في منطقة تعرف بدورها تجدداً للعنف منذ نهاية 2018. وفي شهر مارس 2019 فقط، قتل 88 مدنياً في النيجر على يد مقاتلي بوكو حرام التي أجبرت هجماتها 18 ألف شخص على الفرار من قراهم، بحسب الأممالمتحدة التي عبّرت عن قلقها إزاء "التدهور السريع للوضع الأمني" في نطاق مدينة ديفا. وقال لفرانس برس في نهاية مارس مسؤول أمني في أقصى شمال الكاميرون إنّ الجماعة "تولي أهمية منذ أشهر للهجمات الليلية. يحرقون المنازل، يذبحون أو يقتلون بالسلاح الأبيض، يزرعون ألغاماً، يسرقون مواشي وحنطة". وأضاف هذا المسؤول الأمني أنّ بوكو حرام المنقسمة إلى جماعتين ارتبطت إحداها بتنظيم "داعش" في 2016، "تحافظ على كامل قدرتها بإلحاق الضرر والأذى"، ولفت إلى أنّه "طالما أنّ بوكو حرام لم يُقضَ عليها في نيجيريا، سنبقى نعاني".