اتهم رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا فايز السرّاج الأربعاء خصمه المشير خليفة حفتر بارتكاب "جرائم حرب" غداة مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في قصف صاروخي استهدف العاصمة طرابلس. من جهته، نفى "الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده حفتر في بيان أن يكون وراء إطلاق الصواريخ محملا "الميليشيات الإرهابية والتي تسيطر على العاصمة" مسؤولية القصف. وزار السرّاج ليل الثلاثاء الأربعاء حيي أبو سليم والانتصار اللذين كانا الأكثر تضررا بالقصف الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل بينهم امرأتان وإصابة 11 بجروح، بحسب أجهزة الطوارئ. وندد السرّاج ب"وحشية" و"بربرية" حفتر الذي وصفه بأنه "مجرم حرب"، بحسب تسجيل مصور نشره مكتبه الإعلامي. وأضاف "غداً سيتم تقديم كافة المستندات للمحكمة الجنائية الدولية" بشأن ارتكاب قوات حفتر "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". وأكد "نحمّل مجلس الأمن والمجتمع الدولي المسؤولية القانونية والإنسانية لمحاسبة هذا المجرم على فعله". على الضفة الأخرى، اتهمت "القيادة العامة" لقوات حفتر التي تطلق على نفسها "الجيش الوطني الليبي" "الميليشيات الإرهابية والتي تسيطر على العاصمة بالرماية العشوائية بصواريخ غراد والراجمات على ضواحي المدينة" معربة عن إدانتها ل"هذه الأعمال الإرهابية". وهزت سبعة انفجارات قوية على الأقل وسط العاصمة طرابلس ليل الثلاثاء حوالي الساعة 21,00 ت غ. وتصاعدت بعيد ذلك أعمدة الدخان فوق حي أبو سليم في جنوب العاصمة، بحسب شهود. وتدور معارك عنيفة منذ 4 نيسان/أبريل على مشارف الأحياء الجنوبيةلطرابلس بين قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قِبل المجتمع الدولي، و"الجيش الوطني الليبي" بزعامة حفتر الرجل القوي في شرق ليبيا. وأوقعت المعارك 174 قتيلا خلال أسبوعين، بحسب آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية حتى صباح الثلاثاء. ومن لاهاي، قالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسوده الثلاثاء "لن أتردد بالتوسّع في تحقيقاتي وفي الملاحقات القضائية المحتملة بشأن وقوع أي حالة جديدة من الجرائم الواقعة ضمن اختصاص المحكمة". وجاء في بيان بنسوده "لا يختبرنّ أحد (مدى) تصميمي في هذا الإطار".