وفي وقت سابق من اليوم أعلن الجيش السوداني نيته إصدار بيان "هام"، تزامنا مع تقارير عن انتشار واسع للجيش في العاصمة الخرطوم، وأخرى عن تنحي الرئيس عمر البشير عن الحكم. وفيما لم يصدر قرار رسمي بالخصوص، ترجح الأنباء ترؤس الفريق أول عوض بن عوف المجلس الانتقالي الذي أعلن الجيش تشكيله في السودان، فيما تقول أخرى إن الأمر لم يحسم بعد. من هو الفريق أول عوض بن عوف؟ يمكن القول إن صعود نجم بن عوف بدأ في أغسطس 2015 حين عين وزيرا للدفاع، وبقي في هذا المنصب فترة توصف بأنها الأطول بين نظرائه. الخطوة الثانية حصلت في 23 فبراير الماضي، وتمثلت في إصدار الرئيس عمر البشير مرسوما جمهوريا بتعيين بن عوف نائبا أولا لرئيس الجمهورية ووزيرا للدفاع. اللافت أن هذا الجنرال عاد عام 2015 إلى الواجهة السياسية والعسكرية بعد أن تمت إقالته من قبل البشير في يونيو 2010 من منصب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، بل وأحيل حينها على التقاعد، ولاحقا عين بمرتبة سفير في وزارة الخارجية. وتقول تقارير متفرقة إن بن عوف تولى قبل ذلك عدة مناصب عسكرية، منها قيادته لسلاح المدفعية، وتوليه منصب مدير جهاز الاستخبارات الخارجية، كما شغل في فترة إقالته من الجيش منصب سفير بوزارة الخارجية، ومدير إدارة الأزمات، إضافة إلى توليه منصب قنصل عام السودان في القاهرة، ورئاسة بعثة بلاده في سلطنة عمان. اعتقال قيادات في الحزب الحاكم أفاد موقع sudafax السوداني بأنه تم اعتقال قيادات في الحزب الحاكم في البلاد وعسكريين مقربين من الرئيس عمر البشير، في ظل الأحداث التي يشهدها السودان منذ صباح اليوم. وقال الموقع إنه تم اعتقال أعضاء المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم وكذلك 100 شخصية مقربة من الرئيس البشير. ووفقا للموقع، فقد تم اعتقال محمد طاهر إيلا رئيس الوزراء السوداني، والفريق أول بكري حسن صالح النائب الأول السابق للبشير، وأحمد هارون رئيس المؤتمر الوطني وعلي عثمان محمد طه المستشار السابق للبشير، ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين، فضلا عن حرس البشير الخاص. وأكدت مصادر مطلعة لوكالة "الأناضول"، خلو قائمة الاعتقالات من اسم مدير الأمن والمخابرات السوداني صلاح قوش، فيما أكدت مصادر سودانية محلية أن البشير موجود في القصر الرئاسي تحت حراسة مشددة. كما أفادت وكالة "الأناضول" نقلا عن مصادر لها بأن القوات السودانية حاصرت منزل أشقاء الرئيس البشير بضاحية كافوري في العاصمة الخرطوم اليوم الخميس. المعارضة تطالب بتسليم السلطة طالبت المعارضة السودانية بتسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة، معلنة استعدادها للتفاوض مع الجيش وقادة القوات المسلحة التي أعلنت استيلاءها على السلطة، وذلك لتأمين انتقال سلس للحكم. وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان صدر عنه: "نناشد كل المواطنين بالعاصمة والأقاليم التوجه لأماكن الاعتصامات أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والحاميات ونرجو من الثوار في الميدان عدم التحرك من مكان الاعتصام حتى بياننا التالي خلال اليوم". ويأتي ذلك في وقت يعتصم فيه آلاف المتظاهرين أمام مقر الجيش في الخرطوم لليوم السادس على التوالي. وقال عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف، إن قوى المعارضة لا تمانع الجلوس مع قادة القوات المسلحة التي أعلنت الاستيلاء على السلطة في السودان. وأكد يوسف لصحيفة "سودان تريبون" أن القوى السياسية لن تتأخر في التفاوض مع قيادة الجيش حول تسليم السلطة لإدارة مدنية باعتبار أن الجميع يرفض الانقلابات العسكرية. وشدد على أنهم رفضوا طوال الفترة الماضية التفاوض مع الرئيس عمر البشير، لكن حال تسلم الجيش للسلطة "سنجلس معهم لبحث كيفية تسليم السلطة للشعب، وإذا رفضوا سنواصل الاعتصام لكن أتوقع أنهم لا يريدون مواصلة الحكم وأعتقد من السهولة الوصول إلى توافق مع الجيش". وأشار إلى أن كل الإرهاصات كانت تشير إلى قرب تحقق حلم الوصول إلى هذه النهايات. ولفت إلى أن القوى المعارضة استفادت الآن من كل تجاربها خلال السنوات الطويلة التي أعقبت خروج الاستعمار بأن وضعت برنامجا انتقاليا يحكم الفترة التي تعقب سقوط النظام وهو ما لم يكن متاحا عند الإطاحة بحكمي عبّود في 1964 وجعفر نميري في 1985. وتابع "الآن تواثقنا على هدف ما بعد إسقاط النظام وهو بناء ديموقراطية وعدالة اجتماعية وتنمية واسعة. أشعر بسعادة لأن ما كنت أتمناه منذ رحيل الاستعمار يحدث الآن، ولاحت في الأفق البشائر بأنه سيتحقق". وأثنى يوسف على إصرار وصمود آلاف الشباب في الشارع وإسهامهم الفاعل في تحقق هذا الإنجاز. وقال إن الحكومة المخلوعة لم يكن أمامها أي خيار سوى الرحيل بعد تكاثف الضغوط عليها ومقاومة السودانيين لها محليا وعزلتها من المحيط الخارجي. معلومات متضاربة حول البشير رفض مصدر في سفارة السودان بموسكو تأكيد الأنباء التي تتحدث عن وضع الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس وزرائه تحت الإقامة الجبرية، وأكد عدم وجود أي معلومات رسمية بهذا الصدد. وقال المصدر لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "لا يوجد لدينا أي معلومات... نحن في الانتظار ولا نستطيع قول شيء"، مشيرا إلى عدم وجود "معلومات رسمية ونترقب". وأوقف تلفزيون السودان بثه اليوم، ولا يذيع سوى الأغاني الوطنية، معلنا عن صدور بيان مهم للقوات المسلحة بعد قليل. وتوافد الآلاف على مقر وزارة الدفاع، كما تم إرسال تعزيزات عسكرية إلى محيط الإذاعة والتلفزيون، وأغلق مطار الخرطوم أمام الطائرات المغادرة. وأعلن مصدر في حرس الجيش السوداني المتمركز بالقرب من مبنى الإذاعة والتلفزيون، عن تشكيل مجلس انتقالي جديد من القوات المسلحة في البلاد. وأشارت مصادر سودانية إلى أن آلاف المواطنين تجمعوا في محيط مقر قيادة الجيش في الخرطوم، بانتظار بيان الجيش. وأكد موقع "راكوبة نيوز" السوداني عن مصادر خاصة، شن الجيش حملة اعتقالات كبيرة طالت شخصيات رفيعة في الدولة ومقربة من الرئيس السوداني عمر البشير. ونقل الموقع عن هذه المصادر قولها إنه تم اعتقال وزير الدفاع السوداني السابق عبد الرحيم محمد حسين، ورئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم المكلف أحمد هارون، والنائب الأول السابق للبشير علي عثمان محمد طه، ورئيس الحكومة محمد طاهر إيلا. كما أفادت وسائل إعلام محلية باعتقال أكثر من 100 شخصية سياسية وعسكرية وحزبية في السودان على أيدي الجيش.