أتتني هذه الرسالة وهي تعليق على فيديو للإعلامي محمود سعد في مقابلة مع الطبيب الدكتور الاستشاري محمد مشالي طالب الآخرة بعلمه، وياليت كل رسائل الوتساب بهذا المستوى النافع وليس الإسفاف والقيل والقال.. والرسالة هذا نصها: مصر.. الناس الطيبة هل تعلم أن صاحب هذه الملابس الرثة هو الدكتور الاستشاري محمد مشالي أحد أعظم أطباء الأطفال في طنطا بمصر، تجاوز عمره 80 سنة. 50 عاماً من العطاء ولايزال كشفه «10 جنيهات» وإعادة الكشف «3 جنيهات». الأكثر من ذلك انه غالباً يعطي الدواء مجاناً ويعفي الفقراء من قيمة الكشف. كانت قيمة الكشف ب»5» جنيهات لكن تعرض لحملة كبيرة من اطباء الأطفال واضطر لرفع الكشف ل»10» جنيهات!! يقول: لقد أعطتني الدنيا أكثر مما أتمنى وأكثر مما استحق.. ومن أقواله « أنا خُلقت للفقراء والمطحونين ومش ممكن أسيب حد يموت من الوجع». هذا الرجل مثال للإنسانية والرحمة وأخلاقيات المهنة التي أصبحت نادرة في زمننا، فهذا الرجل قدّم رسالة سامية قلَّ أن نجد مثلها. هنيئاً له ما قدم، وتباً لمجتمعات لازالت تقدّر الفنانين والمغنين وتنسى وتتناسى العظماء فيها بخلقهم وعلمهم وتقواهم. وفي الفيديو يقول الدكتور محمد مشالي: «حضرت لي وحدة ابنها يحتضر والمستشفيات لم تقبله لانها معدومة.. أسيبه يموت عشان خمسين جنيه؟!»، ويضيف: «حضرت طفلة حرارتها مرتفعة أسيبها تعاني عشان خمسين جنيه؟!» الله أكبر وأعظم الصدقة ما كانت في الحفاظ على الأرواح وليست صدقة المال هي فقط إقراض المولى عز وجل بل أعظم من صدقة المال صدقة هذا الطبيب التي جمعت بين المال والعلم فيداوي الغلابة والمعدومين حفاظاً على أرواحهم، اللهم أعطه ما جاء في وعدك وزيادة المتمثل في قولك الحكيم (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ). وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.