اتفق المتابعون لقمة شرم الشيخ العربية الأوربية على أن حضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حمل في مضمونه معنيين: الأول هو ترجمة العمل العربي المشترك من خلال دعم مصر على كل الأصعدة، والآخر طمأنة الشعوب والحكومات الأوروبية، على حقيقة الثقل السعودي كضامن أساسي للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وكجدار صلب يتكئ عليه العالم في سعيه المستمر للحرب على الإرهاب. وجاءت القمم الثنائية التي شهدتها شرم الشيخ في مقر إقامة خادم الحرمين الشريفين لتعكس كذلك الدور الرئيسي والمحوري للمملكة على مستوى العالمين العربي والعالمي. القدس حاضرة وكالمعتاد، كانت القضية الفلسطينية قاسما مشتركا في أحاديث خادم الحرمين أمام القمة، وأثناء لقاءاته المتعددة بزعماء العالم، وهنا قال خادم الحرمين: «إن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، وفي القمة الأخيرة لقادة الدول العربية التي استضافتها المملكة العربية السعودية، والتي أسميناها «قمة القدس». وأضاف الملك سلمان «لقد أعدنا التأكيد على موقفنا الثابت تجاه استعادة كل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدسالشرقية، وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وإن حل القضية الفلسطينية مهم ليس فقط لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وإنما للاستقرار العالمي وأوروبا على وجه الخصوص. الأزمة اليمنية والتدخل الإيراني وبحس عربي صادق تطرق خادم الحرمين الشريفين إلى أزمة الشعب اليمني الشقيق، مؤكدا على أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية، على أساس المبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216 « وفي ذلك قال خادم الحرمين الشريفين: «إن المملكة تؤكد على أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل دعم الشرعية اليمنية وحمل الميليشيات الحوثية الإرهابية الانقلابية المدعومة من إيران على الانصياع لإرادة المجتمع الدولي» وأضاف «أن ما يقوم به النظام الإيراني من دعم لهذه الميليشيات وغيرها في المنطقة، وممارساته العدوانية وتدخلاته السافرة في شؤون الدول الأخرى، يتطلب موقفا دوليا موحدا لحمله على الالتزام بقواعد حسن الجوار والقانون الدولي ووضع حد لبرنامجه النووي والباليستي، وأن الالتزام بالمعاهدات والأعراف والقرارات الدولية هو الأساس الذي يبنى عليه حل النزاعات الدولية». تجفيف منابع الإرهاب عالميا، حرص خادم الحرمين الشريفين على الحديث عن الهم الأكبر للعالم كله وهو محاربة الإرهاب قائلا: «لقد عانت المملكة العربية السعودية، شأنها شأن الكثير من الدول الأخرى من الإرهاب، وقادت العديد من الجهود الدولية الرائدة لمحاربته على كل الأصعدة بما في ذلك تجفيف منابعه الفكرية والتمويلية، وأثمر التعاون الأمني المشترك مع العديد من الدول عن إحباط العديد من المحاولات الإرهابية الآثمة، وإننا نؤكد على أهمية مواصلة العمل المشترك في محاربة الإرهاب وغسل الأموال بلا هوادة ولا تساهل». موقف إنساني ثم تطرق خادم الحرمين إلى القلق الأوربي المعتمل في نفوس الأوربيين جميعا بخصوص قضية الهجرة غير الشرعية، قائلا: «إننا نؤمن بأن قضايا اللاجئين والمهاجرين والنازحين من بلدانهم بسبب مآسي الحروب والنزاعات هي على رأس القضايا الإنسانية الملحة، ونأمل أن تنجح هذه القمة في المساعدة على إيجاد حلول لها». ولأن مواقف المملكة في الجانب الإنساني أكثر من أن تعد، فقد حرص خادم الحرمين على الإشارة إلى أن المملكة من منطلق المبادئ والثوابت الإسلامية والعربية «لا تتهاون ولا تتأخر في تأدية واجباتها الإنسانية تجاه الأزمات التي يعاني منها العديد من دول وشعوب المنطقة والعالم دون تمييز ديني أو عرقي، فقد قدمت المملكة مساعدات تتجاوز 35 مليار دولار لأكثر من 80 دولة في المجالات الإنسانية والخيرية والتنموية.