كان التحول الرقمي في يوم ما حلماً يتمناه كثير من الناس، لذلك تم اعتماد ذلك البرنامج كأحد البرامج الأساسية لتحقيق رؤية 2030 وذلك من أجل بناء مجتمع واقتصاد ووطن رقمي، وقد تم دعم هذا التوجه من خلال تحويل العديد من الإدارات الحكومية لتقديم خدماتها معتمدة على الثقافة الرقمية ومن خلال منصات عامة تجمع تحتها مختلف الخدمات التي تتبع لها، فجاءت منصة (أبشر) لخدمات وزارة الداخلية وهو يقدم أكثر من 160 خدمة إجرائية مختلفة ويربط أكثر من 130 خدمة حكومية يستخدمها المواطن، ومنصة «فكرة» لمعالجة تحديات القطاع الصحي ومنصة «رقمي» لاستقبال مقترحات التحول الرقمي، وفي مجال الحكومة الرقمية قدمت برنامج «مراس» والذي يقدم أكثر من 40 خدمة إلكترونية وقلص وقت المعاملة من 81 يوماً إلى 24 ساعة، وبرنامج «اعتماد» وهو أول منصة مالية تتعامل مع أكثر من 450 منشأة حكومية، إضافة إلى مبادرات أخرى في مجال الصحة الرقمية مثل تطبيق «صحي» والاقتصاد الرقمي. اليوم أصبحنا نرى بعض تلك الخدمات موجودة على أرض الواقع ويستفيد منها الملايين من المواطنين والمقيمين بل إن مستوى بعض تلك الخدمات -مثل الخدمات البنكية- قد يكون نموذجاً على الصعيد الإقليمي، فالجميع تفاعل مع تلك الخدمات الرقمية واستفاد منها وأصبحت جزءاً من حياتنا وأصبحنا نتأقلم معها ونتكيف على التعامل معها سواء الصغير أو الكبير أو الرجال أو النساء مثلنا مثل باقي المجتمعات المتحضرة والتي تمضي نحو التقدم والازدهار. ولكن كالعادة فبعض الحاسدين والحاقدين لم يعجبهم تلك النقلة الرقمية المتطورة، ولم يسعدهم ذلك التطور التقني الذي نشهده، ولم يسرهم أن يجدوا المجتمع يتطور وينافس غيره من الأمم المتقدمة فعمدوا إلى التشكيك وزرع الأوهام وبث الظنون والادعاء أن تطبيق (أبشر) إنما هو أداة مراقبة!، محاولة منهم لتسييس الاستخدام النظامي للأدوات التقنية والتي تمثل حقوقاً مشروعة لمستخدمي الوسائل التي تتوفر عليها. لن تنتهي تلك الاتهامات والشكوك فسيواصل المفسدون محاولة النيل من كل ما تشهده المملكة اليوم من نهضة حضارية وتنموية أوما تحققه من إنجازات أو نجاحات على مختلف الأصعدة حتى وإن كان ذلك على مستوى تطبيق إلكتروني تقوم به الكثير من دول العالم ويساهم بشكل كبير في تسهيل إجراءات كافة شرائح المجتمع بمن فيهم النساء وكبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة والذين تمثل لهم خدمات الحكومة الإلكترونية وسيلة أساسية ومباشرة لتنفيذ الإجراءات الخاصة بهم بأي وقت ومن أي مكان. علينا أن نمضي في طريق رؤية المملكة 2030 وأن نواصل العمل بنفس الهمة والحماس وأن لا نكترث لتلك الأصوات النشاز وأن لا ندع تلك الأوهام تؤثر على مسيرة قافلتنا.