تكمن أهمية المبادرة بأننا نطبق أوامر الله تعالى ورسوله بالمبادرة، فالله تعالى يأمرنا في كتابه بالمسارعة والمسابقة «وسارعوا» «سابقوا».. هذه الكلمات كلها تدل على المبادرة، وجاء أيضًا في حديث صريح للنبي صلى الله عليه وسلم «بادرو بالأعمال»، ومما لا شك فيه أن المبادرة تُسهم بالتقدم في المجالات المختلفة، ومن ثم تخلق روح التنافس الشريف، وتزيد مستوى التفكير الإبداعي، وتُسهم في حل المشكلات، فالمبادرة الاجتماعية هي محاولة الأشخاص إحداث فارق في المجتمع، عن طريق خدمة الناس، وإرضاء احتياجاتهم، والإسراع إلى القيام بعمل شيء هادف ونافع؛ بهدف إحداث نوع من التغير، سواءً كان هذا التغير صغيرًا أو كبيرًا أو محدودًا أو واسعًا، وقد تكون المبادرة فكرة أو قولًا أو عملًا، وتتميز المبادرات الاجتماعية في الكثير من الأحيان بكونها بسيطة وغير معقدة، فلا يحتاج أغلبها إلى كثير من الموارد أو مصادر التمويل لكي يتم تنفيذها، بلْ تعتمد على الأنشطة التي يقوم بها الشباب بالاعتماد على إمكانياتهم ومهاراتهم وخبراتهم، فالمهم بالنسبة للمبادرين تحقيق الأثر المرغوب في المجتمع، وتعتمد المبادرات الاجتماعية على فكرة التطوع، ولا نغفل أنهُ يمكن للمبادرة أن تتطور فيما بعد، وتتحول إلى مشروع قائم، وذلك بناءً على الخطة الموضوعة للمبادرة، ومدى مقدرة واستعداد أفرادها للتطوير، ومن أهداف المبادرات الاجتماعية تفعيل دور الشباب في المجتمع، وزيادة وتنمية مهاراتهم وقدراتهم في إدارة أفكارهم، وتبني أفكار جديدة للمساهمة في تغير وتنمية المجتمع، وكذلك توفير فرصة للشباب لتنفيذ أفكارهم وطموحاتهم على أرض الواقع، وعلينا أن نتذكر أن المبادرة كانت برنامجًا أساسًا في هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضي الله عنهم، ومما لا شك فيه أنَّ السبَّاقين المبادرين تحركهم القيم المُنتقاة التي تسر بها نفوسهم، وأصبحت جزءًا من تكوينهم. ختامًا.. مرحبًا بكل المبادرات الاجتماعية الشبابية الجديدة التي يكون توجهها الحقيقي استرداد الشباب من فراغ التسكع وإهدار الوقت بلا ثمن، أو ممارسة اللهو وجذبهم للمشاركة في خدمة مجتمعاتهم بشكل حضاري، عبر إيقاظ روح المبادرة النابهة.