تحولت أحلام ملاك أراضٍ سكنية بمخطط جوهرة العروس في جدة إلى «سراب» بعد مرور 25 عامًا على عرضه أمام الراغبين في امتلاك «بيت العمر» ومازال المخطط يفتقر إلى خدمات الكهرباء والإنارة والسفلتة، وغيرها من خدمات البنية التحتية حيث لا يمكن لأي أحد البدء في البناء دونها. وطرح ملاك الأراضى 5 علامات استفهام جوهرية تجسد معاناتهم طول ربع قرن وهى: لماذا تأخرت الخدمات عن هذا المخطط دون غيره من المخططات الأخرى؟، ومن المسؤول عن هذا التأخير؟، ولماذا لم تتم محاسبته؟، ومتى سينعم هذا المخطط بالخدمات وفق سقف زمني محدد؟، ومن سيعوضهم عن سنوات الانتظار؟.. كل هذه التساؤلات وغيرها طرحتها «المدينة» في هذا التحقيق.. صالح: المخطط يخلو من كل الخدمات رغم تميز موقعه في البداية يقول المواطن صالح أحمد: لقد راودني حلم عريض، بتملك بيت العمر لعائلتي منذ اشتريت قطعة أرض في مخطط جوهرة العروس؛ ولكن هذا المخطط بقي على حاله منذ عشرات السنين، ولم يحظ بأي اهتمام من قبل الأمانة، على اختلاف من تحمل المسؤولية فيها، وتعاقب على كرسيها، وظل الحال كما هو دون تغيير أو التفات لهذا المخطط، ولم تدخله الخدمات التي تساعد أي مواطن للبدء في بناء منزل الحلم، ويضيف: المخطط يفتقر إلى خدمات الكهرباء والإنارة والسفلتة والترصيف، وغيرها من الخدمات الضرورية الأخرى، وهي خدمات لا يمكن لأي أحد البدء في البناء دون توفرها، ومن المؤسف حقًّا أن هذا يظل هذا المخطط خاليًا من الخدمات، برغم تميز موقعه، بقربه من درة العروس والطريق العام الرابط بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، بما يجعل من عملية إيصال الخدمات إليه أمرًا لا يكلف كثيرًا. ويختم بقوله: لا زال الأمل يحدونا في الله أولاً، ثم في الأمين الجديد لمدينة جدة، بأن يولي هذا المخطط اهتمامه، وينصف مالكي القطع في المخطط بتوجيه المسؤولين لتوفير الخدمات اللازمة للمواطنين. عطية: نعاني من الإهمال التام ولا نجد إلا الوعود يلتقط المواطن عطية غرم الله الزهراني طرف الحديث قائلاً: مضت أكثر من (15) سنة منذ امتلاكي لقطعة أرض في مخطط الجوهرة، وطوال هذه المدة كنت أنتظر دخول الخدمات الضرورية لتنفيذ مشروعي السكني فيه، بخاصة وأن الوعود قد كثرت بذلك، وبالتحديد خلال الأعوام الخمسة الماضية، بناء على الأخبار التي يتناقلها الملاك، غير أن واقع الحال يشير إلى أنها مجرد شائعات، أو أحلام من ملاك الأراضي في المخطط فقط، وفي نهاية الأمر لا نرى أو نلمس شيئًا على أرض الواقع. ويضيف: نحن ملاك الأراضي بهذا المخطط نعاني من الإهمال التام في إيصال أي خدمة من الخدمات الأساسية التي تجعلنا نبني مساكننا، رغم أن هذا المخطط معتمد منذ أكثر من (25) سنة؛ ونناشد المسؤولين في كافة المواقع المعنية بهذا الأمر، أن ينظروا إلى وضع الملاك في هذا المخطط، وأن يحثوا الجهات المسؤولة لإيصال الخدمات الضرورية من كهرباء وسفلتة الطرق، والإنارة، وغيرها، فهذا الأمل المنشود في القائمين كفيل برفع المعاناة. مدراس: هناك تعديات على الأملاك ويتفق المواطن محمد بن علي بن صديق مدراس، مع جملة المطالب والملاحظات للملاك قائلا: أكرمني الله بحصولي على قطعة أرض بصك إلكتروني تقع في أحد أجزاء مخطط جوهرة العروس؛ ومع مرور الزمن تبدت لي بعض الملاحظات، كما أن لدي بعض المطالبات، أرجو أن تجد آذانًا صاغية، وأن ترى النور في المستقبل القريب، وأجملها في الآتي: * من الملاحظ أن هناك هبوطًا واضحًا في الأراضي عن مستوى الإسفلت عن الخط الرئيس (خط درة العروس)، وأصبح المخطط كالمنحدرات، بما يصعب الوصول للأرض، ويستوجب معالجة سريعة لتسوية الأرض. * عدم اكتمال الخدمات العامة كالسفلتة والكهرباء والإنارة، وهذا يؤخر عملية التشييد، ويلقي بظلاله الاقتصادية السالبة على كاهل الملاك، فلا هم استفادوا من مالهم في استثمار آخر، ولا حققوا أحلامهم التي يطمحون إليها، ومع تأخر الوقت تزداد قيمة مواد البناء، وكل ذلك يتحمله مالكو القطع في هذا المخطط. * هناك عدم وضوح في بعض الشوارع، وتعديات من البعض وهذا يستوجب تدخلاً وحلاً سريعًا، لكي تتضح معالم المخطط، ويعرف كل مالك ما له حق دون لبس. ويختم مدراس بقوله: إن المخطط -بشكل عام موعود بمستقبل مزدهر من ناحية المشروعات؛ وكلما تأخرت الخدمات، أصبح المستقبل كالسراب، فمن المؤسف أن 90% من مساحة المخطط مهملة، وإذا لم يتم تدارك الوضع فإن هذا الحلم يتبدد. المالكي: اكتمال المخطط يخفف الاختناق السكاني يرى المواطن سعد بن محمد المالكي إن اكتمال المخطط وإعماره يسهم بلا شك في تخفيف الاختناق السكاني والمروري في الكثير من أحياء مدينة جدة التي تشهد كثافة سكانية عالية. القناص: أنفقت في الإيجار ما يبنى عمارة يشكو المواطن عادل القناص من تأخر الخدمات في المخطط، وتكبده مبالغ طائلة في الإيجار كانت كفيلة ببناء منزله في أرضه بالمخطط، حيث يقول: منذ العام 1432ه وأنا وغيري من ملاك الأرض بمخطط الجوهرة، ننتظر من بلدية ذهبان أن تفي بمتطلبات المخطط من الخدمات الضرورية، وكل ما نأمله أن نبني مأوى يستر أسرنا، ويكفينا ما نعانيه من إرهاق مادي بسبب الإيجار، فما صرفته على إيجار الشقة في السنوات الماضية، كان كفيلاً بتشييد عمارة على أرضي. الغامدي: أنجزت البناء وانتظر الكهرباء رغم أن المواطن عبدالرحمن الغامدي، أنجز مرحلة البناء، إلا أنه ما يزال عالقًا أمام معضلة غياب الكهرباء ويقول: بنيت سكنًا لي ولعائلتي عن طريق القرض العقاري، رغبة في التوسع والخلاص من الإيجار؛ ولكن مرت عليَّ سنوات وأنا انتظر الخدمات، وأهمها الكهرباء، ولا يوجد حتى الآن أثر على أرض الواقع لدخولها قريبًا. العمار: «تقاعس» الجهات المختصة وراء التأخير يرجع المواطن خضر عبدالله العمار تأخر الخدمات الى «تقاعس» بعض الجهات المختصة قائلاً: المخطط أرض جرداء ومن خلال مراجعات الدوائر الحكومية يتضح أن هناك استجابة، ورغبة في إيصال الخدمات؛ ولكنها مبطنة بالتقاعس، ويخلص إلى أنه: لا يوجد سبب مقنع في عدم سرعة حل المشكلة رغم أن المخططات العشوائية يتم إيصال الخدمات لها، وإعطاؤها النصيب الأكبر من الاهتمام، فيما المخططات النظامية تنتظر عشرات السنين، والأمانة والكهرباء يتبادلون الأدوار للقضاء على ما تبقى من الآمال. باعبدالله: حلمنا بمنزل المستقبل يتبخر كما أبدي المواطن سالم باعبدالله، استغرابه من تأخر الخدمات عن المخطط، على الرغم مما يمتاز به من موقع، وقرب للخدمات، قائلاً: تعد مخططات جوهرة العروس (240 ج س) بمحافظة جدة من أكبر مخططات المنح، حيث وزعت منح للمواطنين من زمن طويل وظل ملاكه في انتظار وصول الخدمات وتنفيذ البنية التحتية كاملة؛ من سفلتة الشوارع، وإنارة طرق المخطط، أسوة بمخططات منح أخرى دون جدوى، علمًا بأن الموقع مميز جدًّا؛ فهو يقع بالقرب من مجمع الأمن العام الجديد، ومن برج المملكة الجاري بناؤه الآن، ومن مستشفى الملك عبدالله شمال جدة، وعلاوة على ذلك قربه الشديد من ساحل البحر، وهو أيضًا يربط بين جميع مخططات أبحر الشمالية، فكل هذه الميزات، جعلتنا نتحمل عناء القروض الشخصية لشراء أرض في المخطط الموجود لنؤمن حلم بيت العمر، والهروب من الإيجار دون أمل. الهاشمي: جهات التمويل ترفض منحنا القروض يشير المواطن محمد الهاشمي، إلى وجه آخر من المعاناة يتمثل في رفض الممولين بحجة عدم وجود الخدمات، بقوله: إن عدم دخول الكهرباء والخدمات الأساسية لمخطط جوهرة العروس، أفرز مشكلة أخرى أمامنا، فكل ما تقدمنا لطلب تمويل من أي جهة مالية معتبرة، أجل بناء منزل العمر والتخلص من معاناة الإيجارات، ترفض هذه الجهات الممولة التمويل بحجة عدم وجود خدمات أساسية، وفي مقدمتها الكهرباء، فلهذا كل أمل ورجاء ومناشدة لأمانة جدة، وشركة الكهرباء بإنهاء معاناتنا.