فتحت رؤية 2030 بأهدافها ومبادراتها المتنوعة المجال واسعا أمام شباب وفتيات جادين للعمل بمهن وأعمال كانت تقتصر على الوافدين والوافدات، ويكاد يكون سعودتها شبه معدومة قبل إعلان الرؤية التي ركزت على التوطين وتنويع مصادر القومي، جسدت جولة ميدانية قامت بها «المدينة» داخل معرض «حكاية فن 2» والذي تنظمه الغرفة التجارية بمحافظة ينبع هذا التوجه ورصدت نماذج مشرفة لفتيات يعملن في مجالات الصيانة الخاصة بالأجهزة، والتصوير، والحرف، والرسم، والبيع، ووجدت شبابا يقدمون اختراعات ابتكارات ويمارسون العديد من المهن والحرف متجاوزين «ثقافة العيب». حسام حقق حلمه بمصنع «طريق السماء» كانت بداية اللقاء مع الشاب حسام نور دبور والمتخصص في صناعة الطائرات اللاسلكية السريعة، ذات التصاميم والأحجام المختلفة الذي طوال اللقاء كان منبهرا بالفرص التي أوجدتها رؤية سمو ولي العهد 2030. يقول: «منذ الصغر وأنا متعلق بصناعة الطائرات والاهتمام بها، وقضيت عدة سنوات أعمل بأحد خطوط الطيران، وبعد الرؤية انطلقت لإظهار هواياتي المفضلة في مجال الطيران، وأصبحت أتعلم بناء وتصميم نماذج طائرات ولدي حاليا 400 نوع من نماذج الطائرات والبعض منها يعود إلى طائرات منذ الحرب العالمية الأولي، وأمتلك قاعدة بيانات ضخمة ونفذت أكثر من 100 تصميم لهذه الطائرات». ويضيف دبور: أقتطع جزءا من راتبي الشهري لشراء قطع ومحركات الطائرات وجميع ما يتعلق بهذه الهواية حتى أصبحت أمتلك مصنعا مصغرا لدي في المنزل في المدينةالمنورة، وأقوم بصناعة الطائرات حسب النظام والمسموح به دوليا وأطلقت على المصنع مسمى «طريق السماء»، وأمتلك طابعة ثلاثية الإبعاد قمت بشرائها من راتبي ومازلت أدفع قسطها، أقوم من خلالها بصناعة بعض قطع الطائرات وهي المواد البلاستيكية وأقوم بالصناعة بيدي وطابعتي، وتستغرق مني صناعة الطائرة يوما لقص القطع وبدقة متناهية ويوم للتركيب». ويقول: إنه الوحيد الذي يصنع هذا النوع من الطائرات في المملكة والشرق الأوسط، ويشير إلى أن مكونات الطائرة التي يقوم بصناعتها عبارة عن جهاز إرسال واستقبال ومحركات ويتم صناعة هيكل الطائرة من الفلين، ويطمح في إنشاء أكاديمية لصناعة الطائرات وتدريب وتعليم الملتحقين بها كما يقترح على رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ إنشاء الأكاديمية الخاصة بصناعة الطائرات اللاسلكية. ويضيف: «قديما كنا نشاهد ألعاب الخفة خارج المملكة ويتم جلبهم لنا للسعودية لتقديم ما لديهم، وإننا كشباب نملك هذه الموهبة وأنا أعمل بها منذ 9 سنوات، وكنا ننتظر من يفتح المجال لنا» ومن ضمن ألعاب الخفة التي يقدمها الشاب سامي وقوفه طوال فترة افتتاح المعرض كتمثال دون حركة لمدة تتجاوز ساعة و40 دقيقة، ويقدم هذه الشخصية بعدة طرق مما جعل جميع الزوار يقفون طويلا أمامه لمحاولة كشف أي حركة تصدر منه خلال تنفيذ الشخصية ويقومون بتوثيق ذلك بهواتفهم. ويطالب من هيئة الترفية إعطاءهم الدعم والفرصة لعرض ما لديهم بدلا من جلب الأجانب من خارج المملكة لتقديم ألعاب الخفة، كما يطالب بإقامة دورات لهم بهذا المجال لكي يطوروا من أنفسهم ويتعلموا كل جديد. العم سالم وحكاية الراوشين والموسيقي يوجد بالمعرض ركن صناعة الرواشين التي يميز المباني القديمة بينبع، وبعض المدن الساحلية، ويمارس هذه المهنة العم سالم السيد الذي يقول: «تعلمت المهنة وأنا أدرس بالصف الثالث وكانت المدرسة في بيت البابطين بينبع والذي يتميز برواشينه، وكنت مهتما بذلك الوقت لتعلمها وبدأت أعمل بها منذ أكثر من 50 سنة، وأقوم بصناعة روشان واحدة بدون زخرفة خلال 5 أيام، وإما إذا كانت الرواشين مزخرفة بالإكسسوارات والروشان يستغرق مني 20 يوما لصناعته، وأستخدم في الزخرفة حلي وإكسسوارات النساء». ويضيف أنه قام بتعليم أبنائه هذه المهنة، كما يمتلك صناعة الآلات الموسيقية والسفن، وقد تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بجدة، كما التقى العديد من القيادات من أمراء ووزراء ومسؤولين. الحربى: التوطين حقق هوايتي في صيانة الجولات يتقن عاصم الحربي صيانة الجولات ويجد إقبالا كبيرا من الزبائن ويقول: «أعمل بهذه المهنة منذ سنتين وتلقيت تعليمي من المواقع واليوتيوب، وقمت بممارسة ذلك عمليا حتى أتقنتها وبعدها تم دعمي من «ريادة» ومازلت أمارس المهنة الجميلة» ويضيف «أن ذلك لم يكن ليحدث لولا منع الأجانب من ممارسة البيع والصيانة واقتصارها على الشباب السعودي، مما فتح المجال لنا كشباب البلد لدخول في هذا المجال ويقول إنه عمل مربح ويدعو الشباب إلى تعلم صنعة تنفعه لأن هذا العصر وهو عصر الرؤية يتطلب أن تكون منتجا وإلا سوف يفوتك القطار». النزاوي: نحتاج دورات مكثفة في البرمجة يقول الشاب عبدالرحمن النزاوي: إنني أمارس صيانة الجولات والبرامج وأصبحت لا أحتاج أحدا، وأحصل على ما أريد من هذه المهنة، ويضيف أنني أحب أن أتعلم بنفسي لأنه ليس هناك من يقوم بتعليمنا لهذه المهنة، ويطالب الشباب المتخصصين في مجال الصيانة بضرورة إقامة دورات صيانة وبرمجة في بعض الكليات المتخصصة لتعليمهم المزيد، ويطالبون من كلية ينبع الصناعية أن تبادر لمثل هذه الدورات. شروق: تعلمت «الصيانة» من اليوتيوب بدأت المواطنة شروق البلادي العمل في مجال صيانة الجولات منذ السماح للفتاة بممارسة العمل بالمجالات التي كانت تقتصر على الرجال وبالأخص على الوافدين، وتضيف: «قمت بتعلم الصيانة عن طريق اليوتيوب والممارسة اليدوية حتى أتقنت الصيانة في تصليح الجولات، وبدأت أقوم بالصيانة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح الزبائن يعرفونني إنني أتقن هذا المجال وأعمل في المنزل، وأصبحت أعيش بدخل مادي من هذه المهنة وأنا بمنزلي وأحصل على ما يقارب 3000 - 4000 ألف شهريا، وأطمح أن أتعلم جميع ما يخص هذه المهنة وأقوم بذلك حاليا لكي أفتح محل خاص بصيانة الأجهزة وتطالب بسعودة المهنة بالكامل لأن الوافدين يعملون بشكل خفي ويسيطرون على بيع القطع. لجين وسامية ولينا..الفتيات الناجحات خلال التجول فى أقسام الحرف والتي كانت تضم العديد من الفتيات واللاتي شكلن قروبات لبيع ما يتم إنتاجه من إبداعاتهن، تداخلت كل من لجين عبدالله، وسامية مصطفي ولينا، حيث لديهن محل يختص ببيع الحرف اليدوية أو ما يسمي «صنع بيدي ويتكسبن من بيع جميع لوازم المنزل التي يقمن بصنعها». ويضفن: «تعلمنا تلك الحرف ذاتيا، ونحن نشارك لأول مرة وسوف نطور من مهارتنا في هذا المجال لكي نحقق ما نحلم به، ويطالب الفتيات بضرورة تزويدهن بدورات في مجال الحرف اليدوية لكي يطورن من عملهن في هذا المجال». تزايد أعداد المتطوعين من الجنسين لحظنا خلال الجولة كثرة الفتيات والشباب العاملين في مجال التطوع ومنهم فريق ينبع التطوعي والذين يعملون بدون مقابل وهدفهم العمل التطوعي، وخدمة المجتمع، ويقول المتطوع وليد كرسوم وسامي الجهني ومنال مساعد إننا نحب العمل التطوعي وهو من يدفعنا للمشاركة ونحن نضم قروب يضم 40 متطوعا ومتطوعة وهدفنا خدمة المجتمع، ويطالبون بأن يكون عملهم تحت مظلة رسمية. فاطمة تحقق 8 آلاف ريال شهريا من الرسم بجولة داخل قسم الرسم والذي يضم العديد من الفتيات واللاتي يكسبن رزقهن من هذا العمل، تقول الفنانة فاطمة العواد: «أمارس فن الرسم بالفحم والرسم على الجدران والسيارات منذ أن كان عمري 12 سنة ولي أكثر من 30 عاما حتى أصبحت مدربة ومؤلفة في هذا المجال ويتم طلبي لإقامة العديد من الدورات في جميع أنحاء المملكة، وأقوم بتدريب أيضا في المدارس، وتضيف أن هذه المهنة بها الرزق الكثير وأنا أدخل منها شهريا ما يقارب 8000 ألف ريال. تقول موضي المالكي تعلمت هواية الرسم وأنا صغيرة وبالمدرسة وأصبحت أطور من هواياتي وشاركت بالعديد من المهرجانات والأنشطة وأختص بقسم الرسم الطبيعي. وتقول الفتاة طيف المطيري: إنني أشارك كفنانة في الرسم التشكيلي، وتقول أسماء الخالدي إنني أهتم بالرسم الحر ورسم الشخصيات والمشاهير، وشكلنا فريق نمارس خلاله هوايتنا ونعرضها للجمهور من خلال هذا المعارض ونحقق دخلا جيدا من خلال بيع ما يتم عمله. متحف خاص لإحياء التراث يضم المعرض متحفا خاصا بالتراث القديم، والذي يقول صاحبه عيد عبدالمعطي الحبيشي: «أعرض بعض القطع التراثية القديمة، حيث إن المتحف الرئيسي والمقر يوجد في الشبحة، وأحببت هذه الهواية في جمع القطع التراثية القديمة التي كانت موجودة في زمن الآباء والأجداد وأقوم بإطلاع الجيل الحالي من زوار المعرض على المتحف والشرح لهم عن كيفية العيش والحياة البسيطة التي كانت يعيشونها أجدادنا وآبائنا. كما يضم المعرض العديد من الأركان في مجالات مختلفة ومنتجات الأسر المنتجة وتعليم الرماية بالأسهم المقدم من كوفي العمدة، كما يضم المعرض مسرحا تقام عليه العديد من الفعاليات والألعاب الشعبية والمسابقات بقيادة الشاب سعود الاشتف. رئيس غرفة ينبع: جميع المعروضات من صنع أياد سعودية أكد رئيس الغرفة التجارية بينبع مراد العروي أن تنظيم المعرض جاء ضمن خطة الغرفة لتنمية البرامج المقدمة لرواد الأعمال من أبناء المحافظة وتفعيل دور الشباب والشابات في المجال الاقتصادي. وبين أن المعرض سيستمر لمدة عشرة أيام، وجميع المعروضات من صنع أياد سعودية وأن عدد المشاركين والمشاركات يتجاوز 40 مشاركا، فضلا عن مشاركات عدد من الجهات الداعمة وفي مقدمتها معهد ريادة الأعمال الوطني «ريادة» وبنك التنمية الاجتماعية وعيادات الأعمال ولجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بينبع البحر ولجنة شباب الأعمال واللجنة النسائية بالغرفة.