أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي أن الرجوع إلى الحق من الخصال المحمودة والصفات الحسنة المنشودة، وأن ترك الحق والغواية بعد الهداية والرجوع إلى الباطل على الضد من ذلك فترك الهدى والانسلاخ من دين الإسلام والخروج عليه بعد اعتناقه أقبح صفات المرء وشر فعاله، ولا يرجع عن دينه إلا ضال مفتون وخاسر مغبون وفعله هذا تعريضٌ بالدين واستخفافٌ به، وكذلك فيه تمهيدُ طريقٍ لمن يريد أن ينسَلَّ من هذا الدين، وذلك يفضي إلى انحلال جماعة المسلمين. وقال في خطبة الجمعة أمس: إن من عرف الدين وتغلغل الإيمانُ في قلبه لا يمكن أن يفرط في التمسك به ولا يتركَه ويرتدَّ عنه، مهما كانت الظروف والأسباب فلما سأل هِرَقْلُ أباسفيان عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ سَخْطَةً لَهُ؟ قَالَ: لاَ، فقال هرقل: (وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ إِذَا خَالَطَ بَشَاشَةَ القُلُوبِ) ومعنى سخطة له أي: ليس من باب السخط والكره لهذا الدين وإنما لمصلحة ينالُها، ما ترك الدين إلا لحظ من حظوظ الدنيا، كمال أوجاه أو شهرة. وأوضح أن من صور التراجع المذموم أن يكون العبد على رشد وبينة من أمره ثم يتراجعَ عن الحق الذي هو عليه ويبدلَ حكم الله اتباعًا لهواه ومتابعةً لآراء الناس، وهذه هي الفتنة فعن حذيفة رضي الله عنه قال: إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا، فلينظر ؛ فإن كان رأى حلالا كان يراه حراما فقد أصابته الفتنة، و إن كان يرى حراما كان يراه حلالا فقد أصابته. وأشار إلى أن الفرق بين هذا النكوص والتقهقر والتبديل المذموم وبين التراجع المحمود أنَّ تغيّرَ الرأي وتبديلَ حكم الله باعثُه الافتتانُ واتباع الهوى وليس باعثُه اتباعَ الحق والهدى، ومبني على الرأي والهوى والمداهنة ولم يكن مبنيًّا على الدليل والحجة البينة. إمام الحرم النبوي: الإسلام دين الفرح والمسرات أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم أنه لا دين أجمل من دين الإسلام, فهو دين الفرح والمسرات, ويحثّ على بثّ السعادة في المجتمع, وأولى الناس بخير الإسلام وبشائره هم أهله, والبشارة أصل في دعوة الحق إلى الدين, وتحبيبه في نفوسهم. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس أن دين الإسلام دين الفطرة, يدعو إلى حسن المعتقد وجمال الأخلاق, ومحامد الصفات, يلامس طباع الإنسان, ويفرحه في حاله, ويحثّه على التفاؤل بمآل, وبشارة الخلق بما يسرهم عبادة لله وقربة مستشهداً بقوله تعالى: « وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ «. وبين أن في دين الإسلام بشارات متتابعة لأهله, وقال: إن البشارات تتوالى في الحياة وبعد الممات, قال سبحانه:» ألَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ», فإذا حضر المؤمن الموت بُشّر بأعلى المنازل, حيث قال عليه الصلاة والسلام ( المؤمن إذا حضره الموت بشّر برضوان الله وكرامته, فليس شيء أحبّ إليه من ما أمامه, فأحبّ لقاء الله, وأحبّ الله لقائه).