يوم كروي حافل للكرة السعودية وغير منطقي في نفس الوقت، فمن غير المقبول أن تجتمع مباراتا القمة في يوم واحد، في العصر لعب الهلال والأهلي، وبعد المغرب مباشرة لعب الاتحاد مع النصر، وشخصيًا لم أتمكن من الوصول للملعب ومعي الكثيرين إلا مع نهاية الشوط الأول!! يا اتحاد الكرة راجعوا الجدول وصححوا الوضع حتى تكتمل المتعة، نحن نعيش أقوى دوري سعودي ونريد أن نستمتع، بالذات بالقمم، ومواعيد المباريات وتزامنها يحتاج مراجعة، خاصة لقاءات الأربعة الكبار.. النجاح لن يتحقق لمجرد 8 محترفين فقط، وهناك عوامل مصاحبة لا بد أن ينظر لها باعتبار. لم يخسر الاتحاد خسر الاتحاد نتيجة المباراة أمام النصر بعد أن قدم أداءً جيدًا يستحق عليه الفوز أو التعادل على أقل التقدير، وعلى الاتحاديين إن أرادوا العودة ألا يتوقفوا وألا يتأثروا بالخسارة أمام العالمي، فالأخطاء كانت فردية، فما فعله جوناس لا يفعله إلا مصارع.. شكرًا لمن اختاره وجلبه للاتحاد لينغص على الجماهير بأمثال هؤلاء اللاعبين. يرى البعض أن جوناس قدم أداءً جيدًا خلال المباراة وهذا صحيح، ولكن ما أريده من محترف أن يصنع الفارق الإيجابي لا السلبي كما فعل جوناس، كل ما أتمناه أن تكون هذه آخر مباراة لهذا اللاعب الذي لا يفقه ماذا يعمل.. لا إحساس ولا مسؤولية. بيت القصيد أن الاتحاد يتقدم للأمام، وهذا يعني أن هناك عملًا إداريًا محكمًا وبرؤية واضحة وتجهيز نفسي للفريق، كما أن هناك عملًا فنيًا كبيرًا لبيليتش، حتى وإن اختلفنا في بعض التغييرات، فالمثل الشعبي يقول «الجود من الموجود»، ننظر لدكة الاتحاد ونتقبل ما يفعله المدرب. أما النمور فنقول لكم بالفم المليان: ما يقدمه فهد المولد وباجندوح وكل من يستشعر بالمسؤولية كما فعل زياد والصغير سعود والغائب الحاضر خالد السميري.. مقدر ومثمن في هذه المرحلة الصعبة. حقيقة أحزنني منظر الجماهير الاتحادية، وأسعدني في نفس الوقت، أن جماهير العميد الوفية تكررها للمرة المليون والتريليون أنها الأفضل دون جدال والأوفى على مدار التاريخ. قال لي نجم كبير وأسطورة اتحادية: «كلما كان تشجع الجماهير بحرارة كنت أرتجف داخلي وأنا في الأستوديو التحليلي». العالمي كسب بالأجانب ميز النصر في مباراته أمام الاتحاد أنه يملك محترفين حقيقيين يتمكنون من صناعة الفارق على عكس العميد، فرغم أن مدرب الاتحاد بيليتش درس النصر جيدًا، وأقفل تحركات محترفي النصر المزعجة للاتحاديين وأثمرت عن ركلتي جزاء جاء منها الفوز، إلا أن ملاحظتي أن لاعبي النصر خلال المباراة أكثروا من الاعتراض والانتقاد للحكم المجري فيكتور كاساي الذي صدمني بضعف شخصيته وعدم تمكنه وهو حكم كبير على الصعيد الأوروبي من إدارة مباراة في الدوري السعودي. عمومًا فاز النصر وتقدم خطوات للأمام وبات هو المنافس الوحيد للهلال على بطولة الدوري، وبالمناسبة يعتبر النصر من أفضل الأندية في اختيار المحترفين ومع ذلك مهر بطولة الدوري غالي ولا بأس أن يعزز قدراته في الشتوية بتعاقدات محدودة ونوعية أولها الحراسة. الهلال يجدد تفوقه على الأهلي جدد الهلال تفوقه على الأهلي وكسب المباراة الأخيرة بصعوبة، الزعيم عاد بعد هدف تقدم أهلاوي، فظهرت المهارات الفردية للكتيبة الهلالية، وفي المقابل كان هناك ارتباك أهلاوي تجلى في ركلة الجزاء الغريبة التي ارتكبها سعيد المولد برعونة عجيبة. القمة الكروية التي جمعت الزعيم بالراقي أثبتت نقاطًا معينة أن الهلال هو الأقوى وأنه قادر على العودة ويملك كوكبة نجوم لديهم ترسانة مهارات كما فعل ياسر الشهراني وسالم الدوسري والبيروفي كاريلو وعطيف، وبالطبع غوميز، أما الدفاع الهلالي فهو مشكلة ويحتاج إلى معالجة خلال التعاقدات الشتوية، فالوصول لمرمى الزعيم سهل المنال. في الأهلي الأمور ملخبطة والأوراق مبعثرة، لكن في كل مرة يبرهن عمر السومة أنه هداف من طراز نادر، أعاد الفريق للمباراة ولم يتمكن وحده من إدراك التعادل، لأن كرة القدم لعبة جماعية وفريق الأهلي الحالي غير مؤهل لأن يكون منافسًا، وها هو يتدحرج للمركز الخامس بعد أن كان في الوصافة، وما لم يتم تدارك الوضع خلال الفترة الشتوية بتعاقدات جيدة، فإن المنافسة على بطولة الدوري مجرد أحلام، ويبرز في صفوفه السومة ودجانيني ودي سوزا، أما البقية بالإمكان استبدالهم. الشباب.. والرجل الخبير استعاد الليث شبابه وعنفوانه وعاد يضرب بقوة، فصعق الباطن بالأربعة.. شباب البلطان بدأ يعود بملامح الماضي، وها هو يصعد بهدوء للمركز الثالث دون ضجيج.. يملك رئيس لديه كاريزما خاصة تجعل اللاعبين لا هم لهم سوى تقديم أفضل المستويات. حسب معلوماتي أن البلطان أكد لهم بأن من أراد أن يحصل على عرض تجديد مع الشباب عليه أن يبادر هو بمغازلة إدارة النادي من خلال أدائه في الملعب، وهذا كلام خطير من رجل خطير. الوحدة.. وثلاثية الفيصلي خسر الوحدة بالثلاثة من الفيصلي في أول مباراة يشرف عليها المدرب المصري أحمد حسام «ميدو»، وبعد مغادرة كاريلي، وهذه الخسارة لا يتحملها ميدو فالوحدة يتراجع منذ الأيام الأخيرة لكاريلي، فرغم العمل الجيد الذي يقدمه حاتم خيمي وعبدالله خوقير، ومع ذلك في الوحدة أناس لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، سعوا بقوة للشوشرة على الفريق، وعلى الوحداويين البحث سريعًا عن مدرب يصنع الاستقرار الفني داخل الفريق، وليس مجرد مدرب، فوحدة اليوم ليست وحدة الأمس بطموح مختلف وقدرات مالية حقيقية، ومهم جدًا ترك الناس يعملون، فلديهم التجربة والممارسة والخبرة.