حاول الأوروبيون أمس الخميس تهدئة اندفاعة أوكرانيا إذ دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل كييف لضبط النفس إثر مطالبة الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بنشر سفن في بحر آزوف لدعم بلاده في مواجهتها مع موسكو. وطلبت ميركل خلال منتدى اقتصادي ألماني-أوكراني أمس الخميس من كييف "التحلّي بالمنطق لأنه لا يمكننا حل الأمور إلا عبر البقاء متعقّلين، وعبر التحاور". وقبل ذلك بساعات كان بوروشنكو طلب من الحلف الأطلسي رداً حازماً على ما قال إنّه عدوان روسي وذلك بعد مواجهة الأحد. وأعلن الحلف الأطلسي الخميس أن وزراء دفاع الحلف سيجتمعون بنظيرهم الأوكراني الأسبوع المقبل لبحث المواجهة الروسية الأوكرانية. وحصلت الأحد أول مواجهة عسكرية مفتوحة بين موسكو وكييف منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014 واندلاع نزاع مسلح في الشرق الأوكراني، حين اعترض خفر السواحل الروسي ثلاث سفن عسكرية أوكرانية في البحر الأسود. وقال بوروشنكو في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية نشرت الخميس إن "ألمانيا واحدة من أقرب حلفائنا، ونأمل أن تكون هناك دول في الحلف الأطلسي جاهزة حاليا لإرسال سفن إلى بحر آزوف لمساعدة أوكرانيا وضمان الأمن هناك".لكن هذا النداء لم يلق صدى. وشددت ميركل على أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري لهذه المواجهات"، بيد أنها وعدت ببحث الأمر مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين التي تعقد اليوم الجمعة في الأرجنتين. ويعكس حذر المستشارة الألمانية حذراً أوروبياً. فإذا كان الاتحاد الأوروبي عبّر "عن انشغاله لاستخدام روسيا القوة" فإن حكومات الدول الأعضاء لا تنوي اتخاذ إجراءات جديدة لمعاقبة روسيا. وقالت مصادر دبلوماسية إنّ هناك خلافات جدية بين الدول الأوروبية بهذا الشأن في حين أنه لا يمكن اعتماد عقوبات جديدة إلا بالإجماع. وأوضحت هذه المصادر أن بولندا أيدت فرض عقوبات لكن العديد من الدول الأخرى على غرار فرنساوألمانيا، اعتبرت هذا الأمر سابقاً لأوانه. وفي إعلان نشرته وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني طلبت دول الاتحاد الأوروبي من روسيا "ضمان مرور حر وبلا عراقيل في مضيق كيرتش باتجاه بحر آزوف أو منه، وذلك بموجب القانون الدولي". وأضاف الاعلان "وفي هذا الظرف ندعو أيضا بحزم روسيا إلى الإفراج بلا شروط ولا تأخير عن السفن المحتجزة وطواقمها وتجهيزاتها".