استمرت احتجاجات عمال مصانع قصب السكر في مدينة السوس شمال إقليم الأحواز لليوم الخامس والعشرين على التوالي، بينما اعتقلت السلطات أمس الخميس مزيدًا من أعضاء نقابة الشركة من بينهم علي نجاتي وابنه بيمان. وذكرت قناة النقابة عبر تطبيق "تيلغرام" أن قوات الأمن انهالت بالضرب على نجاتي وابنه في منزلهما قبل أن تقتادهما إلى جهة مجهولة. من جهتها كشفت مؤسسة شهروَنديار" لدعم المجتمع المدني الإيراني عبر حسابها على موقع "تويتر" أن ممثل النقابة، إسماعيل باخشي، المعتقل منذ 18 نوفمبر الجاري، تم نقله إلى المستشفى بمدينة الأهواز، بعد تعرضه للتعذيب في معتقل دائرة الاستخبارات بتهمة المشاركة في تنظيم الاحتجاجات، وأكدت أن آثار التعذيب والكدمات شوهدت على رأسه وجهه وقد تم نقله للطوارئ إثر نزيف دم بالمعدة أثناء الضرب في جلسات التحقيق. من جهتهم طالب عمال شركة قصب السكر الذين واصلوا الخميس احتجاجهم أمام مبنى قائم مقامية مدينة السوس، بإطلاق سراح المعتقلين وحملوا لافتة تحمل صورة إسماعيل باخشي وكتب عليها "أطلقوا سراح العمال المعتقلين"، وبالرغم من أن أغلبية مزارع إنتاج السكر يقوم السكان العرب المحليون بزراعتها في حين يتم إدارتها من قبل المقاولين والموظفين القادمين من طهران ومناطق أخرى، كما يشكو سكان الإقليم من الآثار السلبية للمشروع كالتلوث البيئي ومصادرة آلاف الهكتارات من الأراضي، بينما يقول نشطاء إن مشروعات قصب السكر تتم بأهداف سياسية لتغيير التركيبة السكانية للإقليم لصالح المهاجرين كما في سائر المشروعات. ويقول خبراء الاقتصاد: إن مشروع إنتاج السكر الذي أطلقه الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني في هذه الأراضي المصادرة من الفلاحين منذ التسعينيات، لم يحقق أية أرباح اقتصادية وكانت دوما تكاليفه أكثر من إيراداته، كما أن إحراق مزارع قصب السكر في موسم الإنتاج أدى إلى التلوث وكوارث بيئية يحذر منها الأطباء والمنظمات الدولية. ومع استمرار الاحتجاجات، كان رئيس السلطة القضائية التابعة للنظام الإيراني صادق آملي لاريجاني قد هدد العمال بالمواجهة بحجة أن مظاهراتهم أصبحت "أداة بيد الأعداء"، على حد تعبيره، ويطالب العمال المحتجون والمضربون عن العمل بتنفيذ مطالبهم وعلى رأسها دفع رواتبهم المتأخرة لمدة أربعة أشهر، وإعادة الشركة إلى القطاع الحكومي وإخراجها من أيدي مقاولي القطاع الخاص، وكذلك استمرار التأمين الصحي للعمال وسائر المطالبات المهنية بتحسين ظروف العمل والمعيشة. إلى ذلك، قام أكثر من ألف شخص بالتوقيع على حملة عبر مواقع التواصل لدعم احتجاجات عمال مصانع قصب السكر ومصانع الصلب (الفولاذ) في الأهواز، وانضم إليها العديد من المعلمين والعمال والناشطين المدنيين.