تتولى الطبيعة أحيانًا ولحكمة إلهية التدخل السياسي السافر، لخلخلة الحكومات، وإقصاء الوزراء! وتحت وقع الحرائق ودمار السيول وشراسة الأمطار، تختفي وجوه سياسية أو حكومية، وتظهر أخرى، ويطفو الحديث عن الفساد والإهمال على السطح، قبل أن تهدأ الرياح!. وتساهم حوادث الطرق، خاصة القطارات، في اتخاذ القرارات، ليس لضخامة عدد الضحايا بقدر، زيادة صرخات ذوي الضحايا، قبل أن يعاود قطار الإهمال أو الفساد أو ترهل الخدمة استئناف مساره التاريخي الطويل. صحيح أن الرياح والسيول والأمطار وغيرها من حوادث الطبيعة هي بترتيب إلهي، لكن نوعية التعامل مع هذه الحوادث أو الظواهر، تكشف مدى الخلل، أو القصور، أو الإهمال، أو الفساد، وكلها أيضًا عوامل مهمة للعلاج، وإنذارات عاجلة للتدخل، وإشارات لازمة، لمن يهمهم الأمر. أخيرًا، تسببت الحرائق والسيول والأمطار في توجيه انتقادات حادة لرئيس أقوى دولة في العالم، واضطر وزيران للاستقالة من الحكومة الأردنية بفعل السيول، وآثر وزير كويتي الانسحاب تحت وقع الأمطار. ففي الولاياتالمتحدة ازدادت انتقادات المواطنين للرئيس دونالد ترامب، الذي علق على حرائق كاليفورنيا بقوله «لا شيء يبرر هذه الحرائق الهائلة والدامية في كاليفورنيا، سوى أن الغابات لا تدار بشكل مناسب». أما في الأردن، فقد استقالت أو أقيلت وزيرة السياحة والآثار الأردنية، لينا عناب، قبل أن يلحقها وزير التربية والتعليم عزمي محمود، بسبب فشل إدارتيهما لكارثة سيول البحر الميت، والتي أودت بحياة 21 شخصًا معظمهم من الطلبة. وقد أثارت الحادثة حزنًا وغضبًا كبيرًا في الشارع الأردني خاصة أن المنطقة التي شهدت الحادثة معروفة بسياحة المغامرات نظرًا لوعورتها مع وجود سيل مياه يمر منها. وفي الكويت، أعلن وزير الأشغال العامة وزير الدولة لشؤون البلدية في الكويت حسام الرومي استقالته من منصبه، الجمعة، إثر الأمطار الغزيرة التي هطلت على البلاد وألحقت أضرارًا في الممتلكات. وعبَّر الرومي في بيان استقالته عن «عميق أسفه» إزاء الأضرار الكبيرة التي لحقت بممتلكات المواطنين والمقيمين جراء موجة الأمطار الكثيفة التي شهدتها البلاد. وفي مصر، كانت حوادث القطارات كافية لإقالة أكثر من وزير وآخرهم وزير النقل محمد منصور، بالإضافة إلى العديد من رؤساء هيئات السكك الحديدية. ويذكر المراقبون استقالة مرفوضة لفاروق حسني وزير الثقافة المصري، حيث رفضها الرئيس مبارك، رغم ارتفاع عدد ضحايا حريق مسرح بني سويف لأكثر من 50. باراديس - كاليفورنيا: ا ف ب ارتفعت حصيلة القتلى جراء أكثر الحرائق تدميرًا بتاريخ كاليفورنيا إلى 23 شخصًا بعد عثور عناصر الإنقاذ على مزيد من الجثث، أمس الأول. وتحاول عناصر الإطفاء إخماد الحرائق التي اندلعت في الولاية من مقاطعة بوت الواقعة عند سفوح جبال سييرا نيفادا وفي منطقة لوس أنجليس حيث تم تسجيل حالتي وفاة يعتقد أنهما على صلة بالحريق. إلا أن الأمل لا يزال ضئيلًا في السيطرة على الحرائق في أي وقت قريب إذ أفادت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية أنها تتوقع استمرار الرياح العاتية والأجواء الجافة نهاية الأسبوع. وفي «هولي هيلز موبايل إيستات» في باراديس، تحولت المنازل المتنقلة إلى حطام متفحم. ودلت علامات وضعتها الشرطة في المكان إلى أنه تم العثور على جثث فيه. وفر السكان إلا أن الشرطة ذكرت لوكالة فرانس برس أن بعض المزارعين عادوا ليتفقدوا ماشيتهم. السيطرة على 20 % فقط وحتى الآن، احترق أربعون ألفًا و500 هكتار من الأراضي وتمت السيطرة على 20 بالمئة من الحرائق، بحسب ما أفادت دائرة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا السبت. وأصيب ثلاثة من أكثر من 3200 عنصر إطفاء تم نشرهم بجروح. ويقدر عناصر الإطفاء أن السيطرة الكاملة على الحرائق ستستغرق نحو ثلاثة أسابيع. وذكرت صحيفة «ساكرامينتو بي» أن السلطات المحلية المسؤولة عن إمدادات الطاقة أبلغت مسؤولي الولاية أن الطاقة انقطعت عند المنطقة التي اندلع فيها الحريق. لكن لم يصدر بعد أي تفسير رسمي يبيّن سبب اندلاع الحرائق. غضب من الرئيس ويستاء المواطنون من موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يشارك في مراسم إحياء الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى في فرنسا، وازدادت الانتقادات إثر رد فعله الذي افتقد إلى التعاطف حيال الدمار الذي لحق بكاليفورنيا. وقال ترامب عبر «تويتر» إنه «لا شيء يبرر هذه الحرائق الهائلة والدامية في كاليفورنيا، سوى أن الغابات لا تدار بشكل مناسب». وأضاف: إن «مليارات الدولارات تمنح كل عام، غير أن هناك عددًا كبيرًا من الوفيات، كل ذلك بسبب سوء إدارة الغابات. عالجوا هذا الأمر الآن وإلا لن تحصلوا على مزيد من الأموال الفدرالية». وندد رئيس منظمة «عناصر الإطفاء المحترفين في كاليفورنيا» برايان رايس بتغريدة ترامب التي اعتبر أنها مبنية على «معلومات خاطئة وفي وقت خاطئ وميهنة بحق الأشخاص الذين يعانون وبحق الرجال والنساء في الخطوط الأمامية» الذين يكافحون الحرائق. وأكد أن تصريحات الرئيس بأن سياسات الغابات لا تدار بشكل مناسب «خاطئة بشكل خطير». وسعى ترامب لاحقًا إلى إظهار مزيد من التعاطف. وكتب على تويتر «قلوبنا مع الأشخاص الذين يكافحون الحرائق» ومع الذين تم إجلاؤهم وعائلات الضحايا. فرار مشاهير من ماليبو التي تعد من المناطق المفضلة في الولاية لنجوم هوليوود. ألسنة اللهب التهمت نحو 33589 هكتارًا في المنطقة ودمرت 177 مبنى على الأقل. أوامر بإخلاء 88 ألف منزل في مقاطعتي فينتورا ولوس انجليس. نجمة تلفزيون الواقع كيم كارديشيان، أجبرت على مغادرة المكان. ريودي جانيرو: 10 قتلى و4 مفقودين في انزلاق للتربة قُتل عشرة أشخاص وفُقد أربعة آخرون في انزلاق للتربة في نيتيروي بالقرب من ريو دي جانيرو، وفق ما أفادت السلطات. ودمرت تسعة منازل ومطعم في نيتوروي البلدة الواقعة في منطقة بيراتينينغا فجر السبت عندما انهار جزء من تل بوا ايسبيرانسا. وصرحت ناطقة باسم الدفاع المدني لوكالة فرانس برس أن فرق الإغاثة تمكنت من إنقاذ أحد عشر شخصًا مساء السبت، لكن ما زال أربعة أشخاص مفقودين. وأوضحت أن ثلاثة أشخاص آخرين نقلوا إلى المستشفى. وقال روبرتو روبادي المسؤول عن جهاز الإطفاء في ولاية ريو دي جانيرو لقناة «غلوبو نيوز» التلفزيونية إن الأمطار الغزيرة هطلت في الأيام الأخيرة حيث أُعلن عن حالة من التأهب في نيتيروي حيث دعي السكّان للانتقال إلى أماكن آمنة. وعمل عناصر الإطفاء وشرطة ريو دي جانيرو الذين انتشر حوالى مئتين منهم في موقع انزلاق التربة، طوال النهار لمحاولة العثور على ناجين تحت الأنقاض، بمساعدة عدد من سكان نيتيروي. وتواصلت عمليات البحث عن ناجين ليل السبت الأحد تحت أضواء كاشفة تغذيها مولدات كهرباء. الأردن :11 قتيلاً و14 مفقودًا بفعل سيول «وادي رم» أعلن الدفاع المدني الأردني أن فرق الإنقاذ التابعة لها عثرت على الستة المفقودين في منطقة «وادي رم» جنوبي المملكة وجميعهم بحالة جيدة. وكانت الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات قد قالت إن الأجهزة المعنية تتابع عملية البحث عن 14 مفقودًا في منطقة الجفر. وتم إخلاء 8 من أصل المفقودين وبقي 6 معروف مكانهم والعمل جار لإنقاذهم. وقد قتل 11 شخصًا على الأقل في السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي ضربت أجزاء من الأردن، الجمعة، فيما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن مفقودين في ظل إعلان حالة الطوارئ، والتي تم بموجبها إجلاء آلاف السكان، وتعليق الدراسة بالمملكة. وأوضحت غنيمات، أن الحكومة أجلت ما يربو على 3700 سائح من مدينة البتراء، الجمعة، خشية تدفق السيول إليها، مشيرة إلى وقف جميع الرحلات للمناطق السياحية والأثرية إلى حين استقرار الحالة الجوية. وقبل أسبوعين قتل 21 أغلبهم من الأطفال، عندما جرفت السيول حافلة مدرسية كانت في رحلة في منطقة البحر الميت، في أسوأ الكوارث الطبيعية في البلاد منذ عقود. وانتقد سياسيون ومواطنون خدمات الطوارئ في ذلك الوقت، وقالوا إن الأطقم لم تكن مستعدة، وأجبرت الأزمة اثنين من الوزراء على الاستقالة، بعد أن خلصت لجنة برلمانية إلى وجود إهمال.