لا يتخيل عاقل أن الحملة الشرسة على بلادنا هذه الأيام هي حبٌ في جمال خاشقجي وتعاطفٌ لما جرى له، فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك والريبة بأن المستهدف من هذا كله هو «السعودية الجديدة» ونظامها السياسي وسمو ولي العهد بالتحديد، هذا الرجل الذي غيّر قواعد اللعبة، وواجه التحديات التي تهدد بلاده بشجاعة وبلا هوادة، فهو الذي يسعى لتخليص المملكة من اقتصاد النفط الذي بات عبئاً عليها، كما واجه الألاعيب القطرية والتوسعات الإيرانية، والتدخلات الأجنبية، وعزز من استقرار بلاده والبلدان العربية في مواجهة مخططات الفوضى وأحابيل التقسيم. ولاشك أيضاً أن قضية الصحفي جمال خاشقجي (رحمه الله) قد كلفت السعودية كثيراً، لكنها في الوقت ذاته قطعت من خلالها المملكة على الأعداء محاولات الابتزاز وفرص النيل منها، فألقت القبض على المخطئين وأخضعتهم للتحقيق تمهيداً لتقديمهم للعدالة. السعودية ليست نظاماً هشاً مرتبكاً ليتم تحطيمها بحادثة كهذه، إنها كيان شرعي ومهم لاستقرار المنطقة سياسياً والعالم اقتصادياً، وهي قادرة على تجاوز الأزمات والتاريخ يشهد، وفِي الأخير حفظ الله هذه البلاد من كل شرٍ يُحاك لها، ورحم الله الصحفي القدير جمال خاشقجي وأسكنه فسيح جنانه.. وألهم ذويه وعائلته الصبر واليقين بما عند الله.