شنت السلطات الإيرانية حملة قمع واسعة النطاق على الأقلية العرقية العربية الأحوازية، فاعتقلت المئات في محافظة خوزستان جنوبي إيران، في الأسابيع الأخيرة، بحسب تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية أمس السبت، وتأتي موجة الاعتقالات، بحسب التقرير، إثر هجوم مسلح مميت على موكب عسكري في مدينة الأحواز الشهر الماضي، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصًا، منهم متفرجون، وأصيب فيه أكثر من 60 آخرون. ويشير التوقيت إلى أن السلطات الإيرانية تستخدم الهجوم في الأحواز ذريعةً لإلقاء اللوم على أفراد الأقلية العرقية العربية الأحوازية، ويشمل ذلك المجتمع المدني والناشطين السياسيين، بغية سحق المعارضة في محافظة خوزستان، وقد حصلت منظمة العفو الدولية حتى الآن من ناشطين عرب أحوازيين يعيشون خارج إيران، على أسماء 178 شخصًا تم اعتقالهم، وقد يكون العدد الحقيقي أكبر بكثير، إذْ أفاد بعض الناشطين خارج البلد إلى اعتقال زهاء 600 شخص، كما أن هناك تقارير تفيد بأن الاعتقالات مستمرةً على نحو يومي تقريبًا، ومن بين المعتقلين ناشطون سياسيون وناشطون في مجال حقوق الأقليات، وقد حدثت الاعتقالات في المدن والبلدات والقرى في أنحاء محافظة خوزستان كلها، بما فيها الأحواز، والحميدية، وخرّمشهر (المعروفة لدى العرب الأحوازيين بالمحمّرة)، وشوش، وقد تسبّبت الاعتقالات الجماعية في إيجاد أجواء من الخوف بين العرب الأحوازيين الذين يواجهون بالفعل الاضطهاد والتمييز في إيران، وقال فيليب لوثر مدير البحوث وأنشطة كسب التأييد في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة العفو الدولية: «إن نطاق الاعتقالات في الأسابيع الأخيرة يبعث على الانزعاج الكبير».