واقع حزين يعيشه عميد الأندية السعودية يجسده ما ردده امرؤ القيس منذ قرون طويلة، عندما قال: ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِي بِصُبْحٍ، وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَلِ ومرارة تتجرعها جماهيره الوفية، فمن يصدق أن الاتحاد بعد الجولة الثامنة ليس لديه سوى نقطتين، بمعنى أن العميد من 24 نقطة لم يحقق سوى اثنتين، وخسر في كل مكان على ملعبه ووسط جماهيره وخارج أرضه، القادسية والرائد كسباه بجدة بخمسة أهداف. واقع الاتحاد لم يأتِ من فراغ، وليس مسألة سوء حظ أو سوء طالع فقط، إنما نتيجة أخطاء تراكمية أوصلت العميد للوضع المتردي حاليًا. تعاقدات عشوائية في هذا الموسم أعلن اتحاد الكرة رفع عدد المحترفين إلى 8، وبات واضحًا وجليًا أن المحترفين الأجانب سيكون لهم دور مؤثر على مستويات الفرق والدوري عموماً، وبكل أسف جاءت تعاقدات الاتحاد خبط عشواء، وتم تحميلها للمدير التنفيذي خميس الزهراني، الذي بدوره نفى ذلك، وأشار إلى مشاركة المدرب دياز، والأخير ذكر في تصريحاته الأخيرة أنه لم يوافق سوى على لاعبين اثنين فقط، محملًا الجهاز الإداري المسؤولية، وهذا اللغط يؤكد أن الطاسة ضائعة، وأن هناك خللًا كبيرًا في التعاقدات، لذلك جاء محترفو الاتحاد هم الأدنى مستوى بين الفرق ال16 جميعها، وعلى ما رددت جماهير العميد وبالأسلوب البلدي «لو جبناهم من سوق أبو قرشين، لم يكونوا على هذا المستوى المتدني». سوء الإعداد وضح منذ مباراة السوبر أن الإعداد الاتحادي متواضع، وتأكد في لقاء الوصل ضمن البطولة العربية، وتبرهن ذلك أمام القادسية بالثلاثية النظيفة في معقل العميد، والبعض يذهب إلى أبعد من ذلك، إلى المعسكر الخارجي قبل انطلاق الموسم وأن الإعداد كان سيئًا، ولكن السؤال الحائر لماذا صمت الإداريون وهم فنيون لاعبو كرة قدم خميس الزهراني وحسين الصادق على هذا الإعداد السيئ دون أن يبلغا رئيس النادي بالعمل المتواضع لدياز وابنه إيمليانو. علمًا بأن دياز طوال فترة تدريبه كان يركز على 11 لاعبًا فقط، لذلك حينما احتاج الفريق البقية لم يكونوا على جاهزية، سوء الإعداد لا يتحمله دياز وحده بل يشاركه الجهاز الإداري. أسامة جاء لا ما جاء!! سررت الجماهير الاتحادية بأنباء الاستعانة بأسامة المولد في مهام مدير الكرة، على أن يتولى محمد السليمان مهام المدير التنفيذي، وحضر أسامة للنادي يومين، وفوجئنا قبل مباراة الرائد بأن أسامة سيكون فقط برفقة الفريق الجهاز الإداري، يعني زيادة. المنطق الذي يفرض نفسه يؤكد أن الفريق الاتحادي بحاجة إلى خدمات أسامة لما لديه من خبرات وما حققه من نجاحات توج الموسم الماضي بحصد أغلى البطولات.. صحيح أن محمد السليمان يملك شهادات علمية وكان لاعبًا اتحاديًا، إلا أن الأصح أن أسامة أقرب للاعبين سنًا وحماسًا وروحًا، ولديه ما يقدمه، والاستعانة به بات أمرًا ضروريًا وملحًا وعلى وجه السرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الروح المفقودة داخل الفريق. عساف بعد التجديد.. صفر مستوى غريب يقدمه الحارس الاتحادي عساف القرني، بعد تجديد عقده وافتقاده للمنافسة مع فواز المصاب، وأصبحت الأهداف تلج بسهولة في شباك عساف، وأمامه خط دفاع متواضع يرتكب الأخطاء المتوالية، وكان بيليتش قد نجح بمشاركة 3 مدافعين أمام الهلال، وليته استمر على ذلك، فالتغطيات ضعيفة وانطلاقات الأظهرة مطلوبة لإيجاد حلول هجومية، وبوجود 3 مدافعين في ظل تواضع المحاور يمكن للأظهرة المشاركة الهجومية. بيزيتش بطيء التفكير مهما قيل عن اللاعب بيزيتش وأنه هداف من طراز نادر، وجاء للاتحاد وهو هداف للدوري الصربي، وذكرنا سابقا أن الدوري الصربي ترتيبه ال25 في أوروبا، ولا يوجد لاعب مميز يستمر فيه.. جميعهم يحترفون خارجيًا، ومع تقديرنا للعمل المميز الذي يقدمه بيليتش رغم الخسائر، إلا أن رهانه على بيزيتش خاسر، فهو لاعب بطيء التفكير وبالتالي ردة فعله بطيئة جدًا.. عودوا للكثير من الكرات وآخرها كرة السميري التي انتزعها من حارس الرائد، لو كان هناك مهاجم من عينة العرياني لوجدناها في الشباك، لكن بيزيتش لا يتحرك ولا يتحرر ويضيق المساحات على زملائه. رومارينهو تأكيد للعشوائية جاء التعاقد مع لاعب الجزيرة الإماراتي رومارينهو في آخر الأيام قبل بداية الموسم، والمعلومة الغائبة أن هذا اللاعب لم يعد مع فريقه الجزيرة وحضر قبل أن يوقع مع الاتحاد بخمسة أيام، لذلك وزنه زائد ويسعى لتجهيز نفسه من خلال المباريات الرسمية، ومنحه الفرصة على حاسب لاعبين أكثر جاهزية خطأ كبيرا. أما كارليتو وجوناس فالحديث عنهما مضيعة للوقت، وإن كان الأول يظهر هجوميًا ويختفي تمامًا دفاعيًا، وأخطاؤه بأهداف. الفريق بلا قائد أخطأ الاتحاديون بحق فريقهم وهم يمنحون شارة القيادة لفيلانويفا ومن ثم انتقلت لكريم الأحمدي، فالواضح أنه ليس لهما دور مع زملائهم ولا مع الحكام، فترحمت جماهير الاتحاد على أيام عبدالله بكر وأحمد جميل ومحمد نور الكباتنة التاريخيين الذين مروا على الاتحاد. امنحوا شارة القيادة لمن يستحقها أيًا كان، فقط يملك المواصفات القيادية ويدافع عن حقوق النادي في أرض الميدان، وهذا لا يعني اقتصار الشارة على اللاعبين السعوديين، فهذا المنطق لا يوجد في عالم الكرة.. الشارة للأجدر سواءً كان محليًا أو أجنبيًا. الفار مع الاتحاد غياب باستمرار أمر عجيب تسجله تقنية الفار مع فريق الاتحاد، ففي الوقت حضرت في أكثر من حالة مطالبين الحكم بالعودة للفار في حالات ضد لاعبي الاتحاد، آخرها كانت مطالبتهم بمنح اللاعب خالد السميري بطاقة حمراء في احتكاك عادي، إلا أن الحكم البرتغالي رفض توصية القائمين على الفار وأصر بالاكتفاء على البطاقة الصفراء، إلى هنا الأمر عادي، ولكن كل حالات ركلات الجزاء والبطاقات للفرق التي تلعب أمام الاتحاد لم يحرك الفار ساكنًا في عدد 8 مباريات، وهو أمر غريب وعجيب. رسالة لا يمكن أن يستمر الوضع الاتحادي على ما هو عليه، فالتغييرات التي أعلنت في غير مرة لم نرها تنفذ، والوضع باقٍ على ما هو عليه، والتجارب تقول طالما أن هناك خللًا يجب أن تكون هناك تغييرات ملموسة تحقق صداها داخل الفريق، وفي نفس الوقت تشعر الجماهير بتفاعل إدارة النادي وبالتالي تخلق أجواء صحية، ولذلك باتت التغييرات ضرورية، فإدارة الاتحاد يجب أن تتخذ قرارات حاسمة وصارمة، وهي كفيلة بأن تنقذ الكثيرين من غفلتهم. القرارات مطلب وهي ليست مجرد قرارات وإنما تصحيحات، ومغادرة دياز وحده المشهد لم ولن تكن كافية. علمًا بأن شباب الاتحاد بالروح والحماس مشاركتهم أجدى من المحترفين «المقالب». انصفوا جماهير العميد من غير المنطق أن تسجل جماهير الاتحاد حضورًا كبيرًا في المباريات رغم خسائر فريقها، وتذهب جائزة الجمهور الأفضل لغيره، وليس هناك ما يمنع أن تمنح الجائزة في كل جولة لجماهير العميد، طالما تحضر بكثافة كبيرة وهي الأكثر وتؤازر وتدعم بأروع الأهازيج.. جمهور يحضر بالأربعين ألفًا وتمنح الجائزة لجمهور الخمسة آلاف أمر غير مقبول، أمنحوا جماهير الاتحاد حقهم ففي ذلك تحفيز للآخرين للاقتداء بمدرج الذهب الوفي «الأسطوري».