برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة الأحد مؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورته الثالثة والعشرين، والذي ينظمه المجمع التابع لمنظمة التعاون الإسلامي بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة بمركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات، بمشاركة نخبة من العلماء والفقهاء والأكاديميين والمتخصصين من 46 دولة. ويناقش المؤتمر أكثر من 50 بحثًا وورقة عمل و16 جلسة علمية، يقدمها ويشارك فيها نخبة من أصحاب المعالي والفضيلة العلماء والفقهاء والأكاديميين والباحثين، تتناول 6 مواضيع هي: زواج الصغيرات بين حق الولي ومصلحة الفتاة ومدى سلطة ولي الأمر في منعه أو تقييده من المنظور الشرعي، والمفطرات في مجال التداوي، وختان الإناث في المنظور الإسلامي، والإجراءات الفكرية والعملية لمواجهة التطرف والإرهاب في شتى الميادين والمجالات، والمزايا التي يمنحها المصرف لعملاء الحساب الجاري من المنظور الشرعي، وأثر عقد الزوجية على ملكية الزوجين. من جهته رفع مدير الجامعة الإسلامية الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على رعايته الكريمة للمؤتمر، امتدادًا لدعمه وعنايته -أيده الله- بمصالح الأمة الإسلامية، وثمن معاليه افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة، لفعاليات المؤتمر، مشيدًا بجهود سموه الكريم ودعمه للقطاعات والمؤسسات الدعوية والتعليمية والثقافية في بلادنا، وحرصه على أن تسهم منطقة المدينةالمنورة في دفع عجلة التنمية والتطور في كافة المجالات. ورحّب معاليه بالمشاركين في المؤتمر، مثمنًا لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وكافة الرؤساء والأعضاء الذي أسهموا في تأسيس هذا الصرح العريق قبل نحو40 عامًا، فقد أثمرت جهودهم فيما نراه من إسهامات عبر الزمن حتى تمكن من عقد 22 دورة سابقة، كان لها أبلغ الأثر في إثراء البحث الفقهي، وحاجة الأمة الإسلامية إلى التقاء علمائها وفقهائها وحكمائها لتقديم الدراسات المستندة للمصادر الإسلامية الخالدة كتاب الله وسُنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وقال: إن المؤتمر في دورته الثالثة والعشرين امتداد لجهود حثيثة طويلة وجادّة للمجمع نحو تحقيق ما تصبو إليه الأمة من عز ومنعة، لمواصلة دورها الطليعي في بناء الحضارة الإنسانية، انطلاقًا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وأشاد معاليه بدور منظمة التعاون الإسلامي ممثلة في مجمع الفقه الإسلامي في متابعة أحكام النوازل والمستجدات التي تهم المسلمين، وعرض الشريعة الإسلامية عرضًا صحيحًا وإبراز مزاياها، وبيان قدرتها الفذة على معالجة المشكلات الإنسانية المعاصرة، وعلى تحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، وفق تصور شامل للإسلام: بأصوله ومصادره وقواعده وأحكامه، على أساس أن الفقه الإسلامي هو ثمرة تحكيم شريعة الله تعالى في الواقع الإنساني بكل أبعاده. المفتي: الشريعة الإسلامية قادرة على معالجة القضايا الإنسانية المعاصرة قال المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: إن مؤتمر مجلس الفقه الإسلامي الدولي في دورته الثالثة والعشرين والذي تستضيفه الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة يحقق أهدافًا نبيلة بغية الوصول إلى نتائج مرضية في مجال الاجتهاد والبحث والاستنباط في المسائل المستجدة والنوازل الجديدة، ونوه سماحة المفتي بأهمية المؤتمر كونه يبحث القضايا المعاصرة ويجمع المختصين من فقهاء العالم الإسلامي تحت سقف واحد ويتيح لهم فرصة الإسهام في مناقشة هذه القضايا والمستجدات على الساحة المحلية والعالمية في العالم الإسلامي وغيره، داعيًا الله عزوجل أن يبارك في جهود العاملين والمشاركين والقائمين على هذا المؤتمر وأن يوفقهم لكل خير ويبارك في جهودهم، وأشار إلى أن ما من حادثة مستجدة ولا نازلة جديدة ولا مشكلة طارئة إلا وفي أحكام الشريعة الإسلامية حلٌّ وجوابٌ لها، إما بطريق التصريح والتنصيص، أو بطريق التنبيه والقياس، ويتصدى لبيان ذلك المتأهلون من العلماء وطلبة العلم والمتضلعين في مجال العلوم الإسلامية. وأكد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ على أن الشريعة الإسلامية قادرة على معالجة المشكلات والقضايا الإنسانية المعاصرة، وتحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة؛ لأنها تُحقِّق مصالح الناس على أتم الوجه وأكملها، بما تضمنتْها من الأحكام والمبادئ التي فيها تحقيق العدل بين الناس، والحفاظ على دمائهم وأموالهم وأعراضهم وعقولهم من كل ما يفسدها، كما تسعى للحفاظ على أمن المجتمع وسلامته من الشرور والآثام والجرائم والمنكرات ليعيش الناس في أمان واطمئنان وسلام ووئام. وأوضح بأن الله سبحانه وتعالى جعل الشريعة الإسلامية شريعة خالدة بأسسها وقواعدها وأصولها، لا تُفقِدُ حيوتَها بمرور السنين وتقادم الأزمان واختلاف العوائد والبيئات، بل تواكب هذه الشريعةُ الخالدةُ بمرونتها وشمولها جميع الظروف والتغيرات، وتلبي متطلبات الحياة وتعالج مشكلات الناس في كل عصر وزمان، مبينًا أن الشريعة تجمع بين الثبات في أصولها وقواعدها، وبين مرونة في جملة من فروعها وأحكامها الجزئية التي تختلف باختلاف الزمان والمكان في إطار الاجتهاد الفقهي المنضبط بضوابط شرعية معلومة لدى الفقهاء والأئمة المجتهدين والمحققين من أعلام الأمة وعلمائها قديمًا وحديثًا. أرقام فى المؤتمر 46 دولة علماء و فقهاء 50 بحثا وورقة عمل 16 جلسة علمية