أوقف القضاء التونسي برهان بسيس المسؤول السياسي في حزب «نداء تونس»الحاكم في قضية وظيفة وهمية في شركة حكومية تعود إلى ما قبل العام 2011. وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق لفرانس برس توقيف المستشار السياسي في حزب «نداء تونس» برهان بسيس مساء الثلاثاء بالعاصمة بينما كان يتنقل بسيارته «لصدور ثلاث مذكرات تفتيش في حقه». وأصدرت محكمة الاستئناف بتونس قرارا الثلاثاء بسجن بسيس لسنتين مع النفاذ العاجل بتهمة أنه شغل منصبا وهميا بشركة «صوتيتال» الحكومية المتخصصة في الاتصالات خلال نظام زين العابدين بن علي. وبسيس من الوجوه السياسية البارزة زمن حكم الرئيس الأسبق بن علي. وقد عمل محللا ومقدما لبرامج تلفزيونية قبل ان ينضم الى حزب «نداء تونس» في آذار/مارس 2017 كمستشار سياسي. وبرهان بسيس مقرب من نجل الرئيس التونسي حافظ قائد السبسي، المدير التنفيذي للحزب والذي يعارض استمرار يوسف الشاهد في ترؤس الحكومة الحالية ويعتبر من أشد منتقديه. من جانبه عبر القيادي في حزب نداء تونس المنجي الحرباوي عن استغرابه لعملية التوقيف وقال لفرانس برس الاربعاء «لسنا ضد المسار القضائي ولكن سياسيا فإن السرعة القصوى التي تم توقيفه فيها تقلق، برهان بسيس ليس مجرما خطيرا والاستعجال في تنفيذ الحكم أمر مُستغرب». ويواجه الشاهد الذي أطلق حملة لمكافحة الفساد وتوقيف الضالعين فيه منذ 2017، انتقادات ودعوات للتخلي عن رئاسة الحكومة من نقابات عمالية وقيادات في حزبه الذي انقسم بين مؤيد له ومعارض ما أثر على نفوذ الحزب في البرلمان. ولد بسيس سنة 1970. عمل موظفا في الوكالة التونسية للاتصال الخارجي. انضم في بداية مسيرته الطلابية إلى الاتحاد العام لطلبة تونس. إثر الثورة التونسية التي جدّت سنة 2011، أعلن برهان بسيس اعتزاله الحياة السياسية و الاعلامية باعتبار أنه يمثل أحد أبرز وجوه النظام السابق وتم إيقافه في 25 سبتمبر بتهمة الفساد المالي، لكن تم إطلاق سراحه والحكم بعدم سماع الدعوى. وفي سنة 2014، عاد برهان بسيس من جديد للمشهد الاعلامي من خلال قناة «نسمة» التونسية كمقدم لبرنامج ناس نسمة و هو برنامج يومي يهتم بالمستجدات السياسية قبل أن يستقيل منها في أبريل 2016 بسبب خلاف في وجهات النظر مع مالك القناة نبيل القروي. و في 15 مارس 2017، أعلن حزب حركة نداء تونس الحاكم في تونس منذ 2014 عن تعيين برهان بسيس مكلفا بالشؤون السياسية للحركة إثر الصراعات الداخلية التي شهدها الحزب.