وضعت وزارة العمل والتنمية «40» طالبا من أطفال التوحد و»133» موظفا وموظفة سعودية في مصير مجهول بعد أن قررت إغلاق مركز التوحد بجدة دون بديل في إجراء حاز على استهجان واستغراب أولياء الأمور، والذين أكدوا ل»المدينة» أن توقيت الإغلاق «حرج» ووضع أبناؤهم في حالة نفسي صعب زاد من معاناتهم، حيث رفضت المراكز الأخرى التحاق أبنائهم بها بحجة «الاكتفاء». البداية.. الخطاب تعود التفاصيل بعد أن تلقى أولياء الأمور تلقوا الأسبوع الماضي خطابات من مركز التوحد، التابع للجمعية الفيصلية بجدة يبين الإيقاف، مشيرا إلى قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية المبني على خطاب مركز التنمية الاجتماعية بجدة، والذي ينص على ضرورة إيقاف برنامج مركز جدة للتوحد للرعاية النهارية لحين صدور ترخيص نهائي من وكالة الرعاية الاجتماعية والأسرة ممثلة في الإدارة العامة للتأهيل وعدم استقبال أي حالات للمصابين بالتوحد. إيقاف البرنامج وأضاف الخطاب المرسل «بعد مراجعة القوانين والأنظمة وكل المعطيات المرتبطة بمشروع مركز جدة للتوحد وإثر القرارات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية والتي وقفت أمام استمرار المركز عليه نفيدكم بأنه سيتم إيقاف برنامج الرعاية النهارية لجميع الطلاب، وسوف يتم العمل على إعداد تقارير ختامية وكل المتعلقات الخاصة بأبنائنا طلاب مركز التوحد وتسليمها لأولياء الأمور خلال الأسبوع الجاري مع التأكيد بأن مركز جدة للتوحد سيعمل معكم لتسهيل عملية انتقال الطلاب وتقديم كل الإمكانيات والدعم لتكيف طلابنا مع المراكز الجديدة بالتنسيق مع اللجنة الفرعية لمراكز التأهيل ذوي الإعاقة غير الحكومية في فرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة للإشراف النسائي. مصير أبنائنا عدد من أولياء الأمور أبدوا استياءهم من القرار خاصة وأن وزارة العمل والتنمية لم تمنحهم خيارات بديلة أو توفر لأبنائهم بديلا مناسبا يتوافق ووضعهم، حيث رفضت المراكز الأخرى التحاق أبنائهم «التوحديين» بها، وقال صالح العمودي «والد طفل توحدي»: أمضيت أكثر من عامين مع ابني في الأردن وبعدما زرت المركز ورأيت الإمكانات التي يحظى بها وحسن المعاملة والتدريب والتأهيل «المميز» من نواحي مختلفة دفعني إلى إلحاق ابني ولكن فوجئنا بقرار الإيقاف المفاجئ والمؤلم، حيث يتأهب «ابني» فجر كل يوم للذهاب إلى المركز حيث يشاهد أخوته يتجهزون لمدارسهم، إلا أن ردي له «أن مكانك البيت» مما أدى إلى تأثره نفسيا بشكل ملحوظ. منصور الحربي أكد أن توقيت الإغلاق كان حرجا فبالرغم من إجازة دراسية طويلة كان بإمكان وزارة العمل والتنمية وضع شروطها واشتراطها ليتم تطبيقها بدلا من الإيقاف في مطلع عام دراسي جديد، وتساءل لماذا لا يستمر المركز وتسير الإجراءات المطلوبة في التنفيذ وهي متمثلة «بتراخيص» بعيدا عن التأثير على الطلاب فهي أمور لا علاقة بالمركز ككيان أو طلابه وموظفيه. مركز متميز خالد الناشري أضاف أنه اتجه إلى 3 مراكز، وهي تعتبر الأفضل في جدة، إلا أنهم رفضوا استقبال «ابنه» بحجة الاكتفاء، وهناك مراكز متكدسة لا تعود على الطالب بالنفع وسيئة، والأفضل أن يبقى في منزله، لأنها لا تضيف شيئا، وبين أن المركز «المغلق» يعد الأفضل على الإطلاق بشتى النواحي والطرق، فهو يعطي الطالب حقه ووقته والعناية النفسية الكافية، واصف قرار الوزارة ب»المجحف وغير المدروس». «المدينة» تواصلت مع المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية خالد أبا الخيل منذ مطلع الأسبوع الماضي وأرسلنا له استفسارا عن أسباب الإغلاق والبدائل المتاحة، وعدنا إليه عدة مرات إلى أنه وحتى اللحظة يتجاهل الإجابة عن الاستفسار والرد على الاتصالات الهاتفية والرسائل النصية.