مع ازدياد الإصابة بمرض الاكتئاب، لعله من المفيد طرح إيجابيات علاجاته بالأساليب السّلوكية والدوائية المُختلفة، دون الدخول في تفاصيل العقاقير العلاجية التي تُعد -بشكلٍ عام- ذات فوائد كبيرة وآثار جانبية محدودة حال وصفها ومُتابعتها من طبيب مُختص، ودون الإشارة إلى تفاصيل التكلفة الاقتصادية والأعباء المالية الكبيرة المترتبة على عدم علاج هذا المرض القبيح. فمن المُلاحظ معاناة كثير من المُصابين بالاكتئاب باضطراباتٍ في النوم وبخاصة الأرق المزمن مع رداءة طبيعة النوم، فكان من أهم فوائد علاجات الاكتئاب، تحسّن طبيعة النوم والتغلّب على الأرق واختفاء أعراض الخمول والكسل وفرْط النوم التي تُلاحق المريض خلال النهار. وتَبعاً لأعراض الاكتئاب، يُعاني نحو (70% ) من المُصابين به من انخفاض الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة، وهي أعراض تتحسن بشكلٍ كبير مع علاج الاكتئاب، نتيجة استعادة المشاعر الإيجابية وتحسّن المزاج. ويُمكن لعلاجات الاكتئاب أن تُساعد على تحمّل وعلاج الآلام العضوية المُزمنة نتيجة الصداع النصفي والتهابات المفاصل والعضلات وما تسببه من ازدياد الإعاقة النفسية، كما يمكن لعلاج الاكتئاب تقليص خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين كالسّكتة القلبية القاتلة المُفاجئة وبخاصة لدى النساء. وإضافة إلى ذلك، تُساعد مُضادات الاكتئاب على الحماية من التعرّض المُتكرّر لنوبات الاكتئاب الحادة مُستقبلاً، كما تخفّف من أعراضها وآثارها حالَ حدوثها. ومن المنطقي أن يكون أحد أهداف علاج الاكتئاب، استعادة الثقة في النفس، وتحسّن المزاج والذاكرة، مما ينعكس على الأداء الوظيفي وتجنّب الأخطاء الإدارية والمهْنية، إضافة إلى اتخاذ قرارات صحيحة خاصة بالعمل، والمساعدة على تحسّن العلاقات العائلية والاجتماعية، وإنقاذ الحياة الزوجية من التفكك والانهيار نتيجة الإهمال واضطراب المزاج. كما يظهر تحسّن جودة الحياة والمساعدة على تبنّي نمط حياةٍ صحي يتضمّن تناول المفيدِ من الغذاء وتفادي الضارّ منه، ومُمارسة التمارين الرياضية بانتظام، مما يُساعد على تجنّب زيادة الوزن الذي قد تشجع عليه بعض مضادات الاكتئاب. مما تقدّم، يُنصَح لمريض الاكتئاب بتجنّب علاجه لنفسه، وعدم زيارة غير المختصّين من المدّعين والمشعوذين أو من غير أرباب مهنة الطب، كما يُنصح له بضرورة اعترافه بالمشكلة وعدم التأخّر في طلب المُساعدة، حيث أظهرت بعض الدراسات الطبية، صعوبة علاج مرض الاكتئاب كلّما زادت مدة معاناة المريض منه وطالت فترة إهماله له.