نحن في هذه الحياة نستشعر بما يدور حولنا، لدينا حس بما نلمسه ونراه ونسمعه ونتذوقه، لذلك نستشعر بالشعور ذاته بما يخفى عن ناظرينا لكننا نلمسه بحاسة أخرى من الحواس التي أنعم الله بها علينا، فأنت حين تحس بالجمال من حولك فأنت إذن تدور في حلقة عظيمة من السعادة.. فإحساسك بالجمال يعني أنك تشعر بسعادة تغمر نفسك، فكم هو رائع أن يتلبس بك ذلك الشعور، بل وتود لو يطول ويستمر. كذلك عندما تحس أنك ذو مظهر جميل، وذو قيمة في مجتمعك، فإنك ولا ريب تحس بالجمال والذي بدوره ينقلك إلى السعادة.. واننا لنجد أن التفكير العلمي هناك علاقة وثيقة بينه وبين التفكير الجمالي، فكلاهما لا ينفصلان، بيد أنك تشعر بحقائق الأشياء، وبين شعورك بالجمال، فلو جمع بينهما تأتي بالتالي النظرة التكاملية إلى وجودك. لذا خليق بنا التلبس بها في كل وقت من حياتنا، وحتى لا يكون هناك فقدان لجانب واحد في شخصيتنا، وحتى لا تكون حياتنا متناولة تناولاً ناقص.. فأنت تتمتع بقيم دينية وأخلاقية فتربطهما بالجمالية، تتلذذ بهذه المكونات التي تتمتع بها، وتكون لديك حالة من الاسترخاء التام، وأنت عندما تفقد الإحساس بالجمال في حياتك، فأنت تفقد بالتالي الشعور بالسعادة. وفي حياة الإنسان مجالات جمالية متعددة، يستطيع الإنسان ارتيادها، فمثلاً نقول إن اللوحة المزخرفة بألوان تبهر الأبصار والعقول، فإذا هي جميلة فنحس بالجمال، وهذا ما يسمى بالحس البصري.. ونقول كذلك أن هذا الطعام الذي قدم لنا لذيذ، فنحس بالجمال، وهذا الحس هو ما يسمى بالحس الذوقي.. كذلك عندما تستمع لآية كريمة يرتلها قارئ ذو صوتٍ شجي فإنك ولا ريب تتلذذ بكلام الله تعالى فتحس بالجمال وهذا الحس يسمى حس الأذن.. وقل في ذلك عندما تستمع للقصيدة التي تدخل وجدانك. إذن كل من هذه الحواس كفيلة أن تعطيك إحساساً بالجمال، وبالتالي تعطيك شعوراً بالسعادة.