من أروع أغنيات الزمن الجميل كلمات ولحنًا وأداء صوت هي أغنية السيدة فيروز: «غنيت مكة أَهلها الصيدا» وكلماتها ذات معانٍ جميلة وعميقة تتناسب مع أيام الحج والفرح بعيد الأضحى والأجمل من ذلك أن من ألف الأغنية وكتب كلماتها أستاذ مسيحي وأن من لحَّنها كذلك شخص مسيحي وأما الأداء فهو بصوت مميز لا مثيل له في العالم العربي هو صوت فيروز وهي كذلك مسيحية. فكم كانت العلاقات بين العرب قوية مسلميهم ومسيحييهم خاصة عندما لا تركبهم الأفكار المتنطعة وعندما لا تسكن قلوبهم الأحزاب العفنة. وتمثل هذه الأغنية أصالة الشعب اللبناني قبل أن يستعمره حزب الخراب والشيطان وكما قلت فإن فيروز ذات الترنيمات الصوتية الحادة لهجت بذكر الله حبًا لأهل مكة وحجاج مكة وكل من يعيش في مكة في أيّام عيدها السنوي «الحج» وقد سيطرت أفراح العيد المصاحبة للحج على أضلاعها عيدًا: غنيت مكة أَهلها الصيدا والعيد يملأ أضلعي عيدا وأجمل بيت في هذه الأغنية وكلها معانٍ جميلة أن تجعل من يكونون هناك في مكة من حجاج بيت الله هم أَهلها: يا قارىء القرآن صَل له أهلي هناك وطيب البيدا وتنقل لنا صورة حية من لحظات السعادة للحجيج وهم فرحون جزلون بما هي عليه حالهم من أفراح الروح لدرجة أن التناجي تحول إلى ضجيج كل يدعو ربه فرحاً بمشاعره نحوه سبحانه وتعالى وأخذت وهي بعيدة عنهم تغرد معهم تغريدا: ضج الحجيج هناك فاشتبكي بفمي هنا يغر تغريدا وأظهرت في ترنيماتها الصوتية الجميلة معنى انسانيًا لطالما كان الاسلام حريصًا على إظهاره في الحج وهو ما أصَّله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وجعله مادة وبنداً في منهجه: وأعز ربي الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا وختمت فيروز أغنيتها بالحديث عن رب البيت عن إله الكون عن جمال وجهه سبحانه وتعالى وأن لا يرجى أحد إلا وجهه سبحانه وتعالى: وجمال وجهك لا يزال رجا يرجى وكل سواه مردودا قصيدة رائعة لمناسبة رائعة من كلمات الشاعر اللبناني سعيد عقل وقد أبدع أيما إبداع الرحباني في لحنها وصدحت بها حنجرة مميزة بحبال صوتية رفيعة حادة فيروز العرب.