فى عرفات الله فقدته وفى منى عاد إلى أحضانها من جديد.. هذا هو عنوان «حكاية فاطمة السوريّة» التى أبكت منسوبي مركز إرشاد التائهين بمنى، وعلى الرغم من تكرار حالات الفقد بأمر الزحام تبقى «حكاية فاطمة ومراد» هي الأكثر إثارة لتفاصيلها الغريبة حيث شعرت الأم باستحالة العثور عليه من بين مليون حاج ولكن العيون اليقظة رصدته وسط الزحام لتعيد للأم فرحتها وترد لها نبض القلب الغائب.. بكت الأم وكأنها لم تبك من قبل ولم تتمالك نفسها حتى صرخت مرارًا «وين رحت وين رحت».. «المدينة» استمعت لحكاية فاطمة ومراد التي بدأت أثناء أدائها للصلاة بالمخيم حيث لم تجد طفلها مراد بجوارها، بحثت عنه كثيرًا وأبلغت المطوف المسؤول في المخيم الذي أبلغ الجهات المختصة بفقد الطفل وأخذت الجهات المختصة معلومات عن الطفل ووعدت بالبحث عنه، مشيرة إلى أنها طوال مدة بقائها بعرفات لم تشعر بالراحة وظلت تبكي على فقدانها لابنها ولكنها لم تفقد الأمل في عودته إليها خاصة بعد التطمينات التي تلقتها من الجهات المعنية التي وعدتها بالبحث عن ابنها وإعادته إلى حضنها، وكشفت أن اتصالاً تلقته صباح يوم العاشر خلال وجودها في مشعر منى يفيدها بالعثور على ابنها وأنه بصحة جيدة ومتواجد في مركز إرشاد الأطفال التائهين التابع لوزارة الحج والعمرة وسارعت متجهة إلى المركز وهي غير مصدقة الحصول عليه من بين أكثر من مليوني حاج وعند ولوجها باب المركز استقبلتها المرشدات وأكدن لها أن ابنها بخير وأنه يغط في نوم عميق بعد أن تم تغيير ملابسه حيث كان مرتديًا ملابس الإحرام عند فقده ولم تصدقهن حتى أحضرنه لها فاجهشت بالبكاء وأبكت من حولها وأعربت الحاجة عن شكرها للقائمين على المركز على جهودهم الكبيرة في رعاية الأطفال التائهين والاهتمام بهم. من جانبها أوضحت قائدة مركز إرشاد الأطفال التائهين العنود الحوطي أن الطفل مراد تم إحضاره إلى المركز في مشعر عرفات وتم وضع صورته في موقع على الإنترنت خاص بالمرشدات وموقع جمعية الكشافة للتعرف عليه وتم تغيير ملابسه وتهدئته من موجة البكاء التي انتابته وإعطائه بعض الحلوى وتوفير الألعاب له لتسليته حتى حضور والدته لاستلامه، مؤكدة أن والدة الطفل احتضنته واجهشت بالبكاء وأبكت العاملات بالمركز معها.