كنت وغيري نعتقد أن إسرائيل هي الكيان المغتصب الوحيد في منطقة الشرق الأوسط، والتي كما يقول زعماؤها بأنها كيان ديمقراطي وعلماني لا يخضع للمرجعية الدينية أو القومية أو العرقية أو غيرها التي تجعل مفهوم الديمقراطية ينقلب رأساً على عقب. إسرائيل أصبحت بهذا القانون «يهودية الدولة» لا فرق بينها وبين نظام الفصل العنصري السابق (الأبرتايد) في جنوب أفريقيا والذي رفسه برجله الزعيم المناضل نيلسون مانديلا فأصبح أثراً بعد عين. نتنياهو، الذي كان مندوب إسرائيل في الأممالمتحدة، تفوح من هذا الآدمي رائحة العنصرية من رأسه حتى أخمص قدمه. فإسرائيل انتهزت فرصة ما تقوم به إيران في منطقتنا العربية من تدمير لأربع دول عربية (العراق وسوريا ولبنان واليمن) ودعم إيران اللا محدود لحركة حماس التي أوجدتها إسرائيل لكي تكون شوكة في خاصرة القضية الفلسطينية بل ونداً لمنظمة التحرير الفلسطينية بجميع فصائلها وحركاتها النضالية من أجل شق الصف الفلسطيني ونجحت بذلك مثل نجاح إسرائيل بشق الصف اللبناني فأوجدت حزب الله الوكيل الشرعي والحصري لولي الفقيه (السفيه) في إيران، ومثل الاستعمار الإنجليزي الذي أوجد جماعة الإخوان الإرهابية لشق الصف المصري. إسرائيل هي التي خلقت الفوضى في عالمنا العربي بالتعاون الوثيق مع إيران لتدمير دولنا العربية، وإنعاش سوق السلاح الغربي والروسي وتجريبه على العرب لتشغلنا عن أفعالها المشينة ككيان مغتصب ابتلع الأرض والحجر والشجر والماء ولم يتبقَّ إلا أن ترمي الشعب الفلسطيني في بحر غزة لكي يبتلعه؟!. إسرائيل وإيران وجهان لعملة واحدة لتدمير عالمنا العربي وبدعم مادي لا محدود من نظام الحمدين الفاشي الإرهابي في دويلة قطر، والتي تُفشل بل تحبط كل مصالحة بين الفصائل الفلسطينية وبخاصة بين حركة حماس الذي يتبطح الإخونجي فيها خالد مشعل في أرقى الفلل في الدوحة قريباً من السفارة البريطانية، والتي أهدت فلسطين لليهود فيما يعرف بوعد بلفور. إيران سبقت قطر في تدمير عالمنا العربي بقرابة 16 سنة منذ ثورة الهالك غير المأسوف عليه الخميني عام 79، ثم أتى انقلاب هذا الأجوف حمد بن خليفة على والده عام 95 ليستلم شعلة ماراثون أو سباق التتابع في الجري من إيران لتدمير عالمنا العربي وإلى الآن. نظام الحمدين أوعز لرئيس حماس الفعلي خالد مشعل بالتنازل عن «واجهة» قيادة حماس وجعل في الواجهة إسماعيل هنية الذي لا يستطيع أن ينظم الإبرة في الخيط، وأصبح عراب حماس الذي امتلأت جيوبه ب»المصاري» القطرية وعقله بالخيانة لرفقاء النضال في منظمة التحرير الفلسطينية. إسرائيل مع الأسف تخطط وحركة حماس تنفذ حتى جعلت إسرائيل تقول للعالم بأنه لا يوجد شريك حقيقي للسلام، فحماس ترسل انتحاريين لقتل الإسرائيليين داخل إسرائيل، وترسل صواريخ خردة إيرانية تطلق عليها القسام واحد وقاسم اثنين وغيرها لكي تقوم إسرائيل بقمع أي تمرد في غزة المحاصرة والتي هي أشبه بسجن وتقتل الأبرياء والشيوخ والنساء والأطفال، وخالد مشعل يندد ويتهم الدول العربية بالخيانة وعدم مناصرة القضية الفلسطينية. المضحك أن قطر التي استقبلت رئيس إسرائيل السابق شمعون بيريز بالأحضان والورود والسجاد الأحمر في الدوحة تستنكر بأقسى عبارات التنديد بما قامت به إسرائيل من قيام الكنيست الإسرائيلي بالتصديق على قانون «يهودية الدولة»؟!.. أما الاتحاد الأوروبي والذي تربطه مصالح مع الدول العربية أكثر من إسرائيل فدولُه تشعر بالقلق البالغ والعميق لما قامت به إسرائيل!، وهي عبارة كان يرددها كوفي عنان الأمين السابق للأمم المتحدة. فأصبحنا نُقتل باسم «القلق»، إنها العنصرية بمسمى «القومية اليهودية».