يعتبر العدل من أسمى المبادئ التي تؤدي إلى تحقيق المساواة في المجتمعات، فالعدل والإنصاف سُنةٌ إلهيةٌ ومنهجٌ رباني أمر الله تعالى به، وهو ليس خياراً وإنما ضرورة ملحة. العدل من مكارم الأخلاق، وهو من الصفات التي أطلقها الله سبحانه وتعالى على نفسه وأمر عباده بها، فالعدل أساس الحياة السليمة وهو إحقاق لميزان الحق وبعد عن الظلم والتعدّي على حقوق الآخرين، وبه تستقيم حياة البلاد والعباد، ولأن العَدل أساس كل شيءٍ في الدنيا، ذُكر في الكثير من الآيات القرآنية التي أمرت به وحثت عليه، ومنها قوله سبحانه وتعالى في سورة النساء: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً). لا تقتصر إقامة العَدل في الأقوال فقط، بل يجب أن يتجسد فعل العدل في التصرفات والأفعال، وأن يتم دفع الظلم به، وأن يُعطى كل ذي حقٍ حقه، فدون عدلٍ يسود الظلم بين الناس، لذلك يجب أن يكون العدل شاملاً وكاملاً، بدءًا من الكبير وانتهاءً بالصغير، فكم من دولٍ وحضاراتٍ ضاعت بعد أن أضاع حكامها العَدل، وكم من أُسرٍ تدمرت بسبب ضياع العَدل فيها، لذلك يعتبر العَدل منجاةً من كل ظلم، ونوراً لكل ظلمة، وهو حياة كاملة تحيا بها القلوب والأرواح.