تثبت المرأة السعودية يوميًّا، أنها نموذج مشرف للعطاء ومحل ثقة القيادة، وذلك بإصرارها على اقتحام مجالات عمل جديدة كانت حكرًا على الرجال، منها الإشراف على مشروعات أنابيب نقل النفط والغاز. وعلى الرغم من بيئة العمل الصعبة، فإن المهندسات السعوديات أثبتن كفاءة عالية في الأداء بما ينسجم مع رؤية 2030، وخطط الدولة التي أتاحت لها مجالات عمل جديدة منذ عام 2011؛ ما أدى إلى رفع عدد القوة العاملة النسائية إلى 4 أضعاف على الأقل. «المدينة» التقت عددًا من المهندسات المشرفات على أنابيب نقل النفط والغاز وتحدثت معهن عن هذا المجال وشغفهن به. العصيمي: الجدية سر أي نجاح تقول المهندسة نورة مشاري العصيمي- 27 سنة متزوجة- إنها حلمت منذ سنوات مبكرة بأن تصبح مهندسة لخدمة بلادها، مشيرةً إلى أن طبيعة عملها مهندسة مشروع وأحد المشرفين على مشروع الغاز الرئيس لتمديد الأنابيب من غرب إلى شرق المملكة، وأعربت عن سعادتها البالغة باعتبارها من أوائل المهندسات في شركة أركاد للهندسة والإنشاء العاملة في المقاولات المتكاملة لقطاع الطاقة. وأضافت: أسعى لإثبات نفسي كمهندسة من خلال شفغي بالعمل، وكسب المزيد من المعرفة والخبرة، مشيرةً إلى تجاوزها التحديات من خلال الالتزام والوجود في موقع المشروع. العتيبي: الاحتكاك بالتجارب الدولية لخدمة الوطن أما المهندسة نورة العتيبي-بكالوريوس هندسة عمارة داخلية وماجستير إدارة مشروعات الإنشاء والبناء من جامعة فلوريدا، فتعمل ضمن فريق قسم مراقبة وإدارة المشروعات، كمهندسة مراقبة وتخطيط لعدد من المشروعات في مناطق مختلفة، ومن أبرز مهامها مراقبة تنفيذ وجودة أعمال مشروع خطوط أنابيب الغاز، ويتطلب ذلك النزول إلى مواقع العمل مع أصحاب الاختصاص. وعن اختيارها هذا التخصص قالت العتيبي: «دائمًا ما كان يتملكني شغف وعشق كبير عندما يتعلق الأمر بالعمارة والابتكار والأعمال الهندسية، هي دراسة ومهنة فيها الكثير من التحدي والتفكير لحل مشكلات متنوعة غير متوقعة، وكان من الواضح جليًّا أن تأتي على المملكة هذه السنوات والتي تمتلئ فيها بمشروعات نوعية وجديدة ومن حسن الطالع أن تجد من أبناء الوطن من يتسلم مناصب جيدة في هذه المشروعات. وأضافت: عملي الحالي وفر لي ولزميلاتي الأخريات البيئة المناسبة لذلك، وتزخر الشركة بأصحاب الخبرة في هذا المجال والاحتكاك الدائم بهم يكسبنا يوميًّا مهارات جديدة. وحول الصعوبات التي واجهتها قالت: «لم تكن هناك معوقات أو صعوبات». اعتبرت آلاء النعيم-خريجة هندسة عمارة داخلية- أن عملها في مجال الهندسة حلم الطفولة، مشيرةً إلى أن العمل بمجال خطوط أنابيب الغاز والنفط كمهندس مشروع مختلف عن غيره من المجالات الهندسية لطبيعة العمل وبيئته. وعملت آلاء في مجالها الهندسة المعمارية لمدة أربع سنوات، ثم انتقلت لمجال النفط والغاز الذي كان مختلفًا نوعًا ما، وتقول: واجهت صعوبات في معرفة مجال خطوط الأنابيب، لكن بفضل الله تغلبت عليها، بالحرص على الاطلاع والاستفادة من خبرات الآخرين. وأعربت عن أملها في الارتقاء بخبراتها.