افتتح معالي وزير التعليم الدكتور محمد العيسى يوم الثلاثاء 25 شوال 1439ه في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة أول كلية للدراسات العليا التربوية في المملكة العربية السعودية بحضور معالي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي مدير الجامعة، وأول عميد لهذه الكلية الرائدة الدكتور سعيد بن أحمد الأفندي وعدد من مسؤولي وأساتذة الجامعة. كما دشَّن معالي الوزير في الزيارة نفسها الخطة الإستراتيجية الثالثة للجامعة، وذلك في المقر الجديد للكلية وهو مبنى حديث شُيِّد على أسس معمارية وفنية دقيقة تلبي تماماً احتياجات الكلية الإدارية والتعليمية، ويقع في الحرم الجامعي الجديد بالقرب من مبنى الإدارة العليا للجامعة. وافتتاح معالي الوزير لهذين المنجزين الرائدين اللذين يحسبان بفخر واعتزاز كبيرين لجامعة المؤسس وإدارتها الموفقة، يأتي في إطار المواءمة التي التزمت بها الوزارة والجامعة مع رؤية المملكة 2030، إذ بدأت وزارة التعليم في خططها التنفيذية التي توائم وتحقق أهداف رؤية 2030، وجاء تأسيس هذه الكلية الرائدة وإقرار هذه الخطة الإستراتيجية المدروسة في جامعة المؤسس إنجازاً حقيقياً على أرض الواقع لخطط الوزارة التنفيذية، كما جاء متوافقاً مع توجه الجامعة الثابت في تحقيق الريادة في تبني التوجهات المستقبلية في الطرق والأساليب والتقنيات التعليمية التربوية لإكساب المهارات وتنمية القدرات العلمية والمهنية اللازمة لدى أبناء الوطن لتحقيق التنمية العلمية المستدامة. والحق إن الجامعة سبقت كعادتها في افتتاح كليات وأقسام رائدة ومتفردة على مستوى المملكة وربما على مستوى العالم العربي، ككلية علوم البحار والدراسات البحرية وأقسام هندسة الطيران والتعدين والفلك والهندسة النووية وسواها. وتضاف إليها اليوم كلية الدراسات العليا التربوية تماشياً مع التوجهات العالمية في هذا التخصص الحيوي، فمعظم كليات التربية وتسمى كذلك: مدارس التربية schools of education في الدول المتقدمة وأبرزها أمريكا وبريطانيا، خصصت كل برامجها الدراسية للدراسات العليا: ماجستير ودكتوراه في المجالات والحقول والتخصصات التربوية المختلفة التي تتقاطع وتشق مسارات بينية مع مختلف العلوم النظرية والتطبيقية. وتسعى هذه الكليات الى الارتقاء بمستويات التأهيل لمن سيضطلعون بالمهام التعليمية في الجامعات والتعليم العام على السواء، بتسخير أحدث الوسائل التقنية الحديثة للنهوض بمهاراتهم وقدراتهم، وهو بالضبط ما تضطلع به اليوم هذه الكلية الفتية في جامعة المؤسس، وكان لجهود أول عميد لها الدكتور سعيد بن أحمد الأفندي ودعم معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن اليوبي غير المحدود ومتابعة معالي وزير التعليم الدائمة الفضل بعد الله تعالى في تحويلها من برنامج دبلوم تربوي إلى معهد للدراسات التربوية ومن ثم الى كلية متكاملة للدراسات العليا التربوية. وكما صرح به عميدها في هذه الصحيفة الغراء: «تُعد هذه الكلية نواة للبحث العلمي والتربوي في مجالات التربية والتعليم كافة بالشراكة مع جامعات ومراكز بحثية عالمية كبرى، وتسعى لتطوير النموذج التعليمي القائم سواء من ناحية المعلمين: تعليمهم وتدريبهم، أو المناهج وتقنيات التعليم أو من ناحية مرونة المسارات التعليمية وتحقيق التعليم المستدام. كما ستصبح بيت خبرة وتأهيل واستقطاب لتهيئة المعلمين والمنهج والبيئة التعليمية المحققة لنظام تعليم الكفاءات». أما المنجز العلمي الكبير الآخر الذي افتتحه معالي وزير التعليم في جامعة المؤسس فهو الخطة الإستراتيجية الثالثة للجامعة التي تضم 28 هدفاً محدداً لتحقيق 7 أهداف رئيسة هي: التعليم والتعلم الفعالان، وتطوير الدراسات العليا والبحث العلمي والتطوير الإداري والإعلامي، والكفاءة والترشيد، والبيئة الجامعية المحفزة، وتنويع مصادر الدخل، وذلك لتحقيق الهدف العام الكبير للجامعة بأن تكون بحلول عام 1441ه ضمن أفضل مائة جامعة في العالم. ويقع هذان المنجزان العلميان الكبيران كما أسلفنا ضمن عدد هائل من المنجزات الكبرى لجامعة المؤسس للإسهام الفاعل في تحقيق رؤية 2030 الطموحة.