لم تتوانَ الجامعة التي كان يدرس فيها «فيليب بوديكين» عن طرده فورًا بعد أن طور لعبته الإلكترونية الرائجة عالميًا عبر شبكة الإنترنت «الحوت الأزرق»، وللوهلة الأولى تبدو لعبةً إلكترونية مثل غيرها، بيد أن تفاصيل التحديات التي تحتويها تكشف عن سلوكيات وأوامر غريبة لا بد أن يخضع لها من يرغب في مواصلة التحدي لخمسين يومًا للوصول إلى الطلب النهائي الذي يأمر اللاعب بالانتحار بطرق غير تقليدية. اللعبة التي انطلقت من روسيا في 2013م ليست واسعة الشعبية، لكن تسجيل العشرات من حالات الانتحار في صفوف المراهقين بعدد من دول العالم فتح الباب على مصراعيه لمعرفة طبيعتها. سلسلة من التحديات تحتاج لاتصال عبر الشبكة العنكبوتية ليبدأ اللعب بإرسال صورة أو ڤيديو ليصبح اللاعب قادرًا على الدخول باللعبة لتستمر تحديات متنوعة ومختلفة ومؤذية أيضًا، فيما تستمد اللعبة طريقتها عبر العلاقة بين المنافسين والواجبات التي تعطى من قبل المشرفين باعتبار أن هناك مهمة واحدة يومية للاعب. حمى اللعبة اجتاحت الأطفال والمراهقين وحصدت العشرات من الضحايا من مختلف البلدان، وهو ما أشعل الكثير من النقاش حول فرض مزيد من القيود والمنع على الألعاب المؤذية، ورغم الجدل الذي دار حول تسبب لعبة الحوت الأزرق في وفاة طفل سعودي في منطقة عسير قبل أن ينفي والده الأمر، تعتبر الألعاب الالكترونية مسؤولة عن العديد من الوفيات، ويشير محمد إيناس وهو خبير ومطور للألعاب الالكترونية أن هذه الألعاب تؤثر على حالة الأطفال والمراهقين إذ أنها تتسبب في العزلة الاجتماعية وقضاء ساعات طويلة وسط عالم افتراضي بعيد عن الواقع وهو الأمر الذي يزيد الانفصال عن الأسرة، وشدد على دور العائلة في اتخاذ تدابير من ضمنها المتابعة والرقابة والتوجيه لضمان سلامة فكر أبنائهم، وأوضح إيناس أن لعبة الحوت الأزرق لها نسخة عربية وأكثر من نسخة بلغات أخرى وهو ما فتح الجدل حول طريقة استخدام الألعاب الإلكترونية بشكل صحيح. إلى ذلك يؤكد الخبير النفسي الدكتور طارق دمنهوري أن الأمر يتعلق بالتربية وبسلوكيات الطفل ومتابعته فضلاً عن تقييد مشاهدته للألعاب الإلكترونية، مضيفًا: إن العامل النفسي لدى الطفل غير مؤثر في هذه المرحلة باعتباره ضعيف جدًا، ويشير إلى أن الإهمال وضعف الرقابة سببان لما يحدث للأطفال، خاصة إذا ما تعود الطفل على مثل هذه السلوكيات ونشأ عليها.