من المؤكد أن تطور الشعوب مرتبط ارتباطا قويا بوعي المجتمع لديها، وأنه كلما زاد الوعي تجاه شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ساهم ذلك في تجاوز الكثير من العقبات بل ووفر الكثير من الجهد والوقت والمال على المجتمع، فما نراهُ من مخالفات تقع في الطرق والملاعب والأماكن العامة يتطلب منا زيادة الوعي والمعرفة لدى أفراد المجتمع وهو ما يتطلب إدراك الأسرة والمدرسة وجميع مؤسسات المجتمع أدوارهم المهمة في زيادة تثقيف المجتمع تجاه مختلف القضايا، ونؤكد على أنَّ المسؤولية الكبرى في غرس الوعي المروري لدى الأبناء داخل الأسرة يقع على كاهل الوالدين في المقام الأول لأن الطفل باندفاعه وعفويته وجرأته لا يدرك مخاطر وعواقب الطريق ولا يدرك خطورة بعض أفعاله ومن هذا المنطلق فإن الاهتمام بسلامته وتنمية الوعي المروري لديه واجب على جميع عائلته وللمدرسة دورٌ أيضا في نشر السلامة المرورية وتعليم الطالب قواعد وآداب المرور واحترام الأنظمة، ومن المهم جدا التأكيد على ضرورة إدخال التوعية المرورية إلى جميع مناهج التعليم سواءً تدريسها كمادة منفصلة أو إضافتها في بعض المقررات الدراسية، فمهمة مؤسسات المجتمع تكمل ما بنته الأسرة من نشر ثقافة احترام الأنظمة والقوانين وتقويم وتهذيب السلوكيات وتنوير العقول، ومن ضمنها تعزيز الثقافة المرورية والسلامة على الطريق ونشرها على نطاق واسع بين أفراد المجتمع فنحنُ مؤمنون بأن التوعية ستحقق تحسينا في حماية مجتمعاتنا وسلامتها من الأضرار والتركيز على أساليب القيادة الآمنة باعتبارها الأساس لسلامة جميع مستخدمي الطريق، فسلوك قائد المركبة ينبع من ثقافة عالية لفن القيادة ليصل إلى الرقي في التعامل مع عناصر السلامة المرورية الثلاثة وهي المركبة والطريق ومستخدمي الطريق، ومما لا شك فيه أنَّ قواعد المرور وأنظمة المرور وجدت لكي تحقق قواعد السلامة وضمان الآمان لجميع مستخدمي الطريق فهو سلوك حضاري يجب التمسك به وعدم التفريط أو اللامبالاة فيه. بقي أن نقول نحتاج إلى تطبيق ثقافة القيادة الإيجابية بشكل يومي بعد تثقيفنا وإرشادنا وأن لا تكون غائبة عنا وتغير السلوكيات والعادات التي تتعارض مع قواعد القيادة الآمنة أو الاستخدام الأمثل للطريق.