إن ساقتك الخطى في أيام عيد الفطر إلى منطقة جازان، ستعيش فرحًا بطعم مختلف.. فرح بطعم التراث والحضارة.. ينصب خيمته من الموروثات، ويعود بالذاكرة إلى ماض طارف وتليد؛ ليعقد العيد جسرًا بين الماضي والحاضر في لحظة فرحٍ استثنائي الملامح والسمات.. كل المحافظات تهيئ الساحات لفعاليات ترفيهية متعددة، تتسيدها الفنون الشعبية الجازانية، إيقاعاتها الضاجة، ورقصاتها الرشيقة، المعبرة عن حياة الإنسان الجازاني وفخره بالانتماء إلى المكان، من خلال هذا الإرث العريق.. وما يزيد من بهجة الاحتفالات ذلك الحضور للأسر والعائلات، الذي يحثون الخطى نحو مثابات الفرح واللهو البريء، مشكلين صورة مشرة للبهجة والسرور في عيد الجمال والحبور.. إنها جازان.. ألوان قزحية تتراقص، وإيقاعات محتدمة تتعالى، وأجيال تفتح النوافذ بينها في تلاحم بين الأجداد والآباء والأبناء.. في ساحة الفن الشعبي؛ ليبقى التراث خيط وجد ينظمهم جميعًا في عقد المحبة والسرور بعيد الفطر المبارك.. تعاقبت العقود والسنوات، ولم تترك «جازان» عادة فرحها المتميز.. حيث رقصة العزاوي، ورقصة السيف.. وغيرهما من فنون شعبية أخرى.. رقصة العزاوي يطلق عليها رقصة الشباب؛ لاعتمادها على الرشاقة والحركة السريعة في أدائها، وقد لا يؤديها من هم دون الثلاثين عمرًا؛ لأن حركاتها تنفذ على إيقاعات الطبول في صور متعددة ومختلفة؛ إذ يرقص الشاب وهو قائم ومن ثم ينحني ظهرًا، ومن ثم يرقص وهو جالس على قدميه في حركات سريعة تصعب على كبار السن أدائها. رقصة السيف تؤدي هذه الرقصة، من خلال صف مجموعة من الشباب في الخلف، وتقدم اثنين أو أكثر داخل دائرة العرض ينفذون رقصات سريعة ومنسجمة مع بعضهم البعض، معتمدين في حركاتهم على إيقاعات الطبول بشكل أساسي. وتتميز هذه الرقصة بقوة ضرب الأرض بأقدام الراقصين وبشكل متتالٍ، مع حركة الأيدي إلى الأمام عند الرقص. وتؤدى هذه الرقصة من قبل الشباب بشكل أفضل من كبار السن.