فاجأني خبر وفاة معالي الدكتور محمد أمين الجفري نائب رئيس مجلس الشورى وأنا أقرأ في إحدى المنصات الإلكترونية فاتصلت لأتأكد من صحة الخبر فأكدت لي ذلك زميلتي الدكتورة عالية الدهلوي عضو مجلس الشورى وكم أثنت عليه وعلى أدائه رحمه الله في مجلس الشورى فعدت بالذاكرة إلى سنوات كان جارًا لنا في سكن أعضاء هيئة التدريس ونصلي سويًا في مسجد واحد هو ورفيقي دربه د. مصطفى الإدريسي ود. عدنان زاهد ويحلو له أن يكون طبيعيًا على سليقته في تعاطيه للأمور وكلامه ومرحه ومزحه وكان يلاطفني في موضوع رطب الروثانة الذي أحضره من المدينة معي لبعض الزملاء بقوله مداعبًا: فين نصيبنا من بركة المدينة؟ خاصة عندما نقترب من شهر رمضان المبارك وها هو ياعزيزي محمد يحل علينا هذا الشهر الكريم بعد أن اختطفتك يد المنون لترحل مع اللحظات الأخيرة من شهر شعبان وكنت قد صليت الفجر جماعة وأديت صلاة الضحى فجاءك أمر الله لترحل الورقة خضراء ماؤها يتدفق في عروقها ودمها ينبض في قلبها وهكذا هو أمر الله إذا جاء لا يتقدم ولا يتأخر فلله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار وعزاؤنا في سيرتك الذاتية التي خدمت فيها هذا الوطن الكبير منذ أن كنت عضو هيئة تدريس في جامعة الملك عبدالعزيز بعد أن عدت إلى الوطن من أرقى الجامعات الأمريكية وأمضيت سنوات وأنت بين طلابك وفِي ساحة العلم كرئيس لقسم الهندسة الكيميائية ومن ثم شاركت جهدًا مباركًا في القطاع الخاص ثم كبرت المهام وأصبحت عضوًا في مجلس الشورى إلى أن نلت ثقة ولاة الأمر في ترشيحك نائبًا لمجلس الشورى. لقد جمعتني بك حياة الجيرة وزمالة الجامعة ولَم يكن منك إلا كل الحب والعفوية وسلامة الصدر كما اتصفت رحمك الله بجدية العطاء والتميز بالإنتاجية ولعل كل من كان بالقرب منك لمس نفس الشعور وتبين له ما أنت عليه من نشاط وعطاء ولا يسعني هنا إلا أن أدعو الله أن يمنحك مغفرة من عنده ويجعل قدومك عليه قدوم إلى الجنة التي عرضها السموات والأرض والعزاء لأهلك وَذريتك وجميع من تعز عليه من الزملاء سواء في مجلس الشورى أو الجامعة و»إنا لله وإنا إليه راجعون».