اتسم الحضور السعودي الأول في مهرجان كان السينمائي بالتميز من خلال مشاركة الفيلم السعودي "جود"، لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالتعاون مع المجلس السعودي للأفلام التابع لهيئة الثقافة، ضمن فعاليات الجناح السعودي المشارك في المهرجان. ومع اقتراب المهرجان لطي صفحة فعاليات دورته ال(71)، يوم السبت 19 مايو، فقد ترك "جود" السعودي أثره في دورة هذا العام، بما انطوى عليه من فكرة جديدة، حيث يروى حكايات الإنسان وأرضه، في مادة بصرية مستلهمة من بناء القصيدة الجاهلية، مستعرضًا التنوع الطبيعي والتراثي للمملكة، وما شهدته من تطور مدني بعد اكتشاف النفط في المنطقة والتغيرات الاجتماعية المصاحبة لذلك. واللافت في الفيلم، الذي صُور في 16 منطقة سعودية، أنه استغنى عن الحوار اللغوي، واعتمد بشكل أساسي على الصور الآسرة والموسيقى الأصلية المتناغمة مع وقع الحياة لاصطحاب الجمهور في رحلة تأملية عميقة من خلال أسلوب روائي عربي قديم، كما استثمر الفيلم عناصر الزمان والمكان والتجربة الإنسانية ليدفع المشاهد إلى التمعّن فيما وراء الحياة اليومية والتفكُّر في معاني أعمق للسخاء والعطاء والتي منها استلهم عنوان الفيلم "جود". وكل هذه العناصر ترشحه للانتشار عالميًا، في شكل تجريبي جديد لم يشهده الجمهور السعودي من قبل. سابقة سينمائية وهذا ما عمقه منتج الفيلم ومدير البرامج في المركز عبدالله آل عياف بقوله: فيلم "جود" سابقة سينمائية للمملكة من نواحي عديدة، ونعتقد أن تفرّده واختلافه سيفتح العيون على الروايات الثرية المحفوظة في صدر الإنسان السعودي وأرضه. مبيِّنًا أن المركز حرص على أن يشارك السينمائيون السعوديون في صناعة الفيلم، فساهموا جنبًا إلى جنب مع الطاقم الدولي في صنع الفيلم في جميع مراحله". وعن الطاقم المشارك في الفليم قال: يشارك أسامة الخريجي كمخرج مساعد للفيلم ومخرج لمشاهد مكةالمكرمة، كما وقف عبدالله الشريدة خلف الكاميرا لإدارة التصوير في مشاهد مكةالمكرمة، وشاركه المصور الفوتوغرافي فهد الدعجاني بتوثيق مراحل الفيلم وتصوير مشاهد الزمن المسرّع بالفيلم (تايم لابس)، فيما تولى المؤلف الموسيقي ضياء عزوني المشاركة في تأليف موسيقى الفيلم، أما المخرج أسامة صالح فكان مخرجًا مشاركًا في تصوير كواليس الفيلم التي امتدت لما يقارب العام.