أجزم بأن تشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك الحزم وقائد الأمة -حفظه الله- لنهائي كأسه الغالية والذي جمع بين الاتحاد والفيصلي على استاد الملك عبدالله بجدة إنما يجسد واقع اهتمام قياتنا الحكيمة بقطاع الشباب والرياضة على وجه الخصوص فبعد الإعلان عن برنامج جودة الحياة 2020 والمنبثق عن رؤية 2030 والتي رأت النور في 25 أبريل من عام 2016م هذا البرنامج الذي خُصص له مئةٌ وثلاثون مليار ريال لتوفير حياة متوازنة للسكان وتحفيزهم للمشاركة في النشاط الرياضي والترفيهي والثقافي ثم بعد ذلك جاء حضور مليكنا المحبوب للنهائي رغم انشغالاته الجمة وارتباطاته المتعددة ليأتي بمثابة تكريم للشباب بصفة عامة والرياضيين على وجه الخصوص ويبعث من خلاله رسالة هامة فحواها أن اهتمام حكومتنا الرشيدة سيتركز في المقبل من الأيام على الشباب الذين يمثلون 67% من المجتمع. وبالحديث عن الشباب ففي ليلة تكريم الرياضيين طرز ملعب الجوهرة المشعة نحو ستين ألف مشجع اتحادي ولو كان الملعب يستوعب لعدد أكبر لملأته الجماهير بما يؤكد على أهمية الشروع في توسيع معلب الملك عبدالله، هؤلاء المشجعون أثروا الجوهرة بلوحات فنية رائعة وجمل غنائية أخاذة فكانوا عاملاً رئيسًا في دفع فريقهم لتحقيق الفوز الكبير على الفيصلي والحصول على أغلى الكؤوس من يد أغلى الناس ليضيف بذلك العميد إنجازًا جديدًا إلى سجل إنجازاته الخالدة ولكن في هذه المرة بنكهة مختلفة، فالاتحاد مر بظروف قاسية فبعد سلسلة القضايا التي بدأت من العام الماضي فهزت أركانه سواء كانت من الاتحاد الدولي أو السعودي الرياضية وغير الرياضية والتهديد بالهبوط وسحب النقاط، تلك القضايا التي تواصلت في العام الحالي مضاف لها عدم القدرة على التسجيل سواء لاعبين أجانب أو محليين أو حتى مواليد ناهيك عدم عدالة المنافسة في ظل السماح للأندية الأخرى بتسجيل سبعة أجانب ومواليد إلا أن الفريق الاتحادي استطاع أن يقهر كل هذه الظروف وأن يحظى بشرف نيل كأس الملك وسط نجومية غير عادية لنجومه الصغار سنًا والكبار قيمة فلقد كان عبدالرحمن الغامدي نجم المباراة الأول كما كان باجندوح الجندي غير المجهول وبرز عساف وعدنان والمزيعل والعسيري والعرياني بينما نجم زياد وأبدع العكايشي وكان ربيع نقطة التحول في المباراة ولن أغفل سييرا والذي كان بمثابة قائد السمفونية الاتحادية. وعن التحكيم أقول: إن كلاتنبيرغ وبعيدًا عن منصبه الإداري كرئيس للجنة الحكام هو في الواقع حكم مميز وصاحب إمكانيات تحكيمية رائعة تجلت في اللقاء من خلال هدوئه وتحدثه للاعبين ومحاولات إيضاح الأسباب وراء قراراته والأهم من ذلك كله اللجوء إلى تقنية الفيديو والتي -للإنصاف- يجب أن تعمم على كل الاتحادات فمن الظلم بمكان أن تصادر بطولات من فرق تستحقها لمصلحة أخرى بسبب صافرة خاطئة فالهدف الذي سجله ربيع يوم أمس صحيح والحكم في البداية لم يحتسبه ولكنه عندما شاهده لأكثر من مرة تيقن أنه صحيح ومن ثم احتسبه، الاتحاد استفاد من هذه التقنية الحديثة وغيره أيضًا سيستفيد منها فبغض النظر عن الألوان نحن نعزز أي قرار من شأنه أن ينصف الجميع، وأختم بالقول: إن التاريخ يكتب بهمم الرجال الذين يحرثون الأرض ذهابًا وإيابًا ليخطوا أسماءهم في ذاكرة التاريخ لتبقى هنالك أبدًا دون أن تسقط أو يعتريها النسيان جراء التقادم أو حتى لمرور السنين وما فعله رجال الاتحاد يوم السبت إنما هو إنجاز سيسجل بماء من ذهب في سجل بطولات هذا النادي العريق، فألف مبروك لكل الاتحاديين صغارًا وكبارًا هذا المنجز العظيم وألف مبروك للرياضيين قاطبة تشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليلة ختام الموسم والتي كانت رائعة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان من حيث التنظيم الذي شاركت فيه جهات أمنية مختلفة نتقدم لها بجزيل الشكر ولن أغفل الكرنفال نفسه والذي كان في كل جوانبه وحقائقه وفقراته متميزًا فشكرًا للجميع.