اعتلى الاتحاد سنام المجد في حضرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- عندما توج بكأسه الغالية للمرة التاسعة في تاريخه على حساب الفيصلي بعد فوزه المستحق 3-1 مساء أمس السبت في المواجهة التي احتضنتها تحفة ملاعب كرة القدم ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية بجدة "الجوهرة المشعة"، ولم يكن اللقاء مجرد مباراة نهائية تجمع فريقين وصلا بجدارة واستحاق، بل استمتع الجميع بكرنفال رياضي بديع وغير مسبوق واحتفالية وليلة تاريخية ستظل راسخة في ذاكرة الرياضيين، تحدث عنها كل من تابعها داخل وخارج حدود الوطن الغالي، إذ صافح خادم الحرمين الشريفين شباب الوطن وأبناءه الرياضيين وكرمهم بحضوره ووجوده بينهم، وحظي شباب ورياضيو الوطن يوم أمس برعاية كريمة جسدت اهتمام قائد الوطن بأبنائه وحرصه الدائم على دعمهم ورعايتهم ومشاركتهم في مناسباتهم، وكانت ليلة البارحة مسك الختام لموسم رياضي طويل. وأوفى النهائي بكل الوعود وحاز على إعجاب الملايين رعاية وحضوراً ومنافسة وأهدافاً ولحظات تراجيدية وتقنية تدخلت في وقتها، والأجمل أن لا خاسر ليلة البارحة فالكل فاز بمصافحة ملك القلوب سلمان التاريخ والحاضر والمستقبل. ونجحت الهيئة العامة للرياضة في تنظيم الحدث الكبير، إذ وضعت بصماتها بشكل لافت في أول نهائي في عهد رئيس مجلس الإدارة معالي المستشار تركي آل الشيخ، واكتمل جمال ليلة البارحة إذ كانت الرعاية الأبوية في المنصة والإبداع في كرنفال هيئة الرياضة بين الشوطين وبعد المباراة وقبلها، والمنافسة الشريفة داخل الملعب بين الاتحاد والفيصلي، وشهد النهائي الكبير حضوراً جماهيرياً غفيراً من الأفراد والعائلات والنساء والأطفال الذين تفاعلوا مع المباراة وأحداثها وفعاليات الليلة التاريخية، إذ بلغ عدد الحضور الجماهيري 60184 مشجعاً ومشجعة. وواصل شهر مايو ابتسامته في وجه الاتحاديين، فالبطولة التي حققها "العميد" مساء أمس هي رقم 12 التي يحققها في تاريخه خلال مايو، لكنها هي أول بطولة يتوج بها على ملعب الجوهرة، كما أنها الأولى له التي يحققها في جدة منذ 13 عاماً، إذ كانت آخر بطولة يحققها في ملعب الأمير عبدالله الفيصل هي الآسيوية أمام العين الإماراتي، ليغسل "العميد" أحزان موسمه المليء بالمشاكل والظروف الصعبة وتسهر جدة حتى الصباح. المباراة التي قادها تحكيمياً الحكم الإنجليزي مارك كلاتنبيرغ شهدت استخدام تقنية الفيديو لأول مرة في نهائي إحدى البطولات السعودية، إذ استخدمها أربع مرات بدءاً من الدقيقة 67 عندما لجأ إليها للتأكد من صحة قراره بعدم وجود ركلة جزاء للفيصلي، وكررها مرتين أيضاً وفي جميع الحالات لم يغير أياً من قراراته إذ كانت مطابقة لما أظهرته تقنية الفيديو، لكن المرة الرابعة كانت مختلفة وبطعم الذهب بالنسبة للاتحاديين، لأنها منحتهم حقهم الذي كاد أن يضيع بسبب خطأ الحكم المساعد الأول الدي رفع رايته لإلغاء هدف اتحادي صحيح، لكن تقنية الفيديو أعادت للاتحاديين حقهم واحتسب كلاتنبيرغ الهدف، كما شهدت الأشواط الإضافية تطبيق التغيير الرابع في الأشواط الإضافية. وقدم "الأصفر" مهر البطولة والانتصار في المباراة النهائية منذ بدايتها، إذ لعب بروح عالية وفرض أسلوبه وكان هو الطرف الأفضل، وكان واضحاً بحثه عن التسجيل منذ وقت مبكر، بعكس الفيصلي الذي اتبع طريقة دفاعية ولعب بحذر واعتمد على الهجمات المرتدة. كان الشوط الأول اتحادياً بفضل تحركات لاعبيه وانضباطهم التكتيكي والرغبة في إحباط أي مفاجأة من الفيصلي بعكس الأخير الذي لعب بتحفظ واضح، وهدد أصحاب الأرض مرمى الحارس مصطفى ملائكة أول مرة في الدقيقة 24 عندما سدد لاعب الوسط التشيلي كارلوس فيلانويفا كرة قوية تصدى لها ملائكة وعادت الكرة للاعب الوسط المصري محمود عبدالمنعم كهربا الذي لم يحسن التعامل معها إذ سددها سهلة لكن مصطفى تصدى لها مرة ثانية، وبعد محاولات عدة عرّض فيلانويفا كرة داخل منطقة الجزاء ارتقى لها المهاجم الشاب عبدالرحمن الغامدي ولعبها برأسه في الشباك هدف اتحادي أول "45". بدأ الاتحاد الحصة الثانية بأفضلية لا تقل عن أفضليته في الشوط الأول، إلا أنه لم يعزز تفوق بهدف ثانٍ، وركن "العميد" لنتيجة التقدم، وهو ما أثر على لاعبيه الذين لعبوا بأريحية أكبر مما هو مقبول وهو ماساهم في تباعد خطوط الفريق، قابل ذلك رغبة لدى "عنابي سدير" في العودة للمباراة وتسجيل هدف التعادل، خصوصاً في آخر عشر دقائق التي انتقلت فيها الأفضلية والخطوة للفيصلي الذي لم يستسلم ويرفع المنديل الأبيض وهو ما أثمر عن تسجيله هدف التعادل في الوقت بدل الضائع بواسطة المدافع سعيد الربيعي الذي أذاق الاتحاديين مرارة هز شباكهم بنفس طريقة الغامدي عندما استقبل كرة عرضية ولعبها برأسه استقرت في مرمى الحارس عساف القرني هدفاً ذهبياً "90+2". في الشوط الأول الإضافي كانت الدقيقة 102 نقطة تحول وحاسمة، عندما تهيأت كرة داخل منطقة الجزاء للمهاجم البديل ربيع سفياني سددها في الشباك لكن الحكم المساعد الأول رفع رايته وألغى الهدف قبل أن يقرر كلاتنبيرغ الاستعانة بتقنية الفيديو التي رسمت فرحة كبيرة في المدرجات عندما أشار الحكم بيده نحو علامة منتصف الملعب واحتسابه الهدف، وأطلق المهاجم البديل عبدالعزيز العرياني رصاصة الرحمة على الفيصلاويين بتسجيله الهدف الثالث من هجمة مرتدة إذ أهدى له سفياني كرة على طبق من ذهب ليكملها العرياني بقدمه في الشباك "116". Your browser does not support the video tag.