في ليلة من ليالي الكرة السعودية الخالدة، توج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- فريق الاتحاد بكأس خادم الحرمين الشريفين، إثر فوزه على فريق الفيصلي بثلاثة أهداف مقابل هدف، بعد شوطين إضافيين، عقب انتهاء شوطي المباراة الأصليين بالتعادل بهدف لمثله، في المباراة التي جمعتهما أمس على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة. ليلة البارحة لم تكن ليلة عادية، إذ احتفل الرياضيون بختام موسمهم الرياضي، بحضور قائدهم ملك الحزم والعزم -أيده الله- بل كانت كرنفالًا وتظاهرة كشفت عن الحب المتبادل بين القيادة والشعب، حضر الأب والقائد الملك سلمان ليشارك أبناءه احتفاليتهم الوطنية التي شهدت العرضة السعودية وتفاعل معها الجمهور وتغنوا مع فنان العرب محمد عبده بكلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن (روابي نجد.. يا جبالها السراة يا ينابيع الحسا جددي فينا الحياة حدثينا عن أبو تركي العظيم.. حدثينا عن أبونا الفارس الشهم الكريم.. حدثينا عن جهاد جدودنا.. اللي خلوا حدودنا من بحرها لبحر.. ديرتي كل فخر). في المباراة النهائية لم يظهر على الإطلاق الحذر المعتاد على أي فريق يخوض لقاءً نهائيًا، وعلى لقب من ذهب، فقد بدا على الفريقين ملامح المواجهة المفتوحة على مصراعيها. وجاءت محاولات الفريقين منذ البداية، وقبل مرور الدقائق العشر الأولى نجح الفيصلي في أول وصول حقيقي لمرمى الاتحاد عن طريق روجيرو وأهدر اللاعب نفسه فرصة هدف أول حين انفرد بالمرمى إلا أن تدخل زياد الصحفي أنقذ الموقف. ورد الاتحاديون بفرصتين ثمينتين الأولى كانت بتسديدة فيلانويفا والأخرى الإنقاذ الاستبسالي من حارس الفيصلي مصطفى ملائكة الذي أنقذ مرماه من هدف محقق من أمام محمود كهربا. واستمر السجال بين الفريقين بحثًا عن هدف يخفف الضغط النفسي والذهني، مع أفضلية نسبية للفريق الاتحادي وظهرت خطورته بعدما نوَّع من هجماته وفعّل أدوار لاعبيه العكايشي وعبدالرحمن الغامدي وتوالت الفرص الاتحادية، وقبل أن يلفظ الشوط الأول أنفاسه، تمكن المهاجم عبدالرحمن الغامدي من تسجيل هدف الأسبقية للعميد برأسية سكنت مرمى الفيصلي. وفي شوط المباراة الثاني استمر إيقاع اللعب السريع من الفريقين، وكان للفريق الاتحادي فرصة تسجيل هدف ثانٍ عبر محمود كهربا وفيلانويفا، استشعر معها لاعبو الفيصلي بخطورة موقفهم أمام الضغط الهجومي من منافسهم، وأعادوا تموضعهم مستفيدين من تحركات أبو سبعان والغنام والمنصور وشنوا هجمات كادت أن تسفر معها هدفًا مع مطلع الدقيقة الستين. ومنع عساف القرني هدفًا محققًا للفيصلي من جوستافو، قبل أن يدرك الضيوف التعادل في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، حين ارتقى سعيد الربيعي عاليًا وسجل برأسية حبست أنفاس الاتحاديين، ليحتكم الفريقان للأشواط الإضافية. ومع مطلع الشوط الإضافي الأول اعتمد الفريقان على الكثافة العددية في المناطق الخلفية خشية ولوج هدف مع السرعة في بناء الهجمة المرتدة، وأهدر الفيصلي فرصة هدف ثانٍ من سلطان مندش، وسجل الاتحاد هدفه الثاني عن طريق ربيع السفياني بعد لجوء الحكم لتقنية الفيديو بعد أن احتسب الهدف في الوهلة الأولى تسللًا في الدقيقة (100). وسعى لاعبو الفيصلي في الشوط الإضافي الثاني لتعديل الكفة وكثفوا من هجماتهم، غير أن عبدالعزيز العرياني قضى على آمال العودة الفيصلاوية مسجلًا الهدف الثالث للاتحاد (د.115)، لتنتهي المباراة.